مبعوث ترامب: واشنطن تخشى اغتيال “الشرع” وتدعو لتأمينه وتوسيع الدعم لحكومته

الثورة – خاص:
قال توم باراك، الممثل الأمريكي الخاص لسوريا، إن الإدارة الأمريكية تشعر بقلق متزايد من احتمالية استهداف الرئيس  أحمد الشرع بالاغتيال، بسبب جهوده الرامية إلى بناء نظام حكم شامل وتواصله مع الدول الغربية.

تصريحات باراك حول القلق الأمريكي من احتمالية استهداف الشرع

وفي مقابلة مع موقع “المونيتور” صرح باراك قائلاً: “نحن بحاجة إلى تنسيق نظام حماية حول الشرع”، مشيراً إلى تصاعد التهديدات التي يواجهها من فصائل متطرفة، لا سيما المجموعات المنشقة من المقاتلين الأجانب الذين انضموا إلى فصيله خلال الحملة السريعة التي أطاحت ببشار الأسد في كانون الأول.

وأوضح باراك أن هذه الفصائل، رغم مساعي القيادة الجديدة لدمج عناصرها ضمن الجيش الوطني السوري، باتت هدفاً رئيسياً لمحاولات استقطاب من قبل تنظيم  (داعش)، الأمر الذي قد يهدد استقرار الحكومة الوليدة. وأضاف: “كلما تأخرت المساعدات الاقتصادية، ازدادت فرص هذه المجموعات لرؤية الوضع كفرصة للتخريب”، في إشارة إلى أهمية التحرك السريع لإنقاذ الوضع المعيشي.

وأشار باراك إلى ضرورة الردع الاستباقي لهذه التهديدات، قائلاً: “نحتاج إلى منع هؤلاء المهاجمين المحتملين قبل وصولهم إلى مسرح الأحداث”، لكنه شدد في المقابل على أن الحل لا يكمن في التدخل العسكري بل في تعزيز التعاون الاستخباراتي وتبادل المعلومات مع حلفاء الولايات المتحدة.

باراك يثق بإدارة الرئيس أحمد الشرع

وفي معرض تقييمه لشخصية أحمد الشرع، قال باراك، الذي التقاه مرتين، إن الرئيس السوري الجديد “ذكي، واثق، ومركّز”، وقلل من أهمية المخاوف المرتبطة بماضيه الجهادي، واصفاً إياه بـ”محاور مثير للإعجاب، ذو وجه لا يكشف عن مكنوناته بسهولة”.

واعتبر باراك أن هناك تقاطعاً واضحاً في المصالح بين واشنطن ودمشق اليوم، قائلاً: “مصالحنا ومصالحه متطابقة في هذه اللحظة، كما كانت في إدلب، حيث نجح في بناء مجتمع شامل وفعّال، يمثل نموذجاً لإسلام معتدل لا متشدد”.

حكومة الشرع تواجه تحديات عديدة

وتطرق باراك إلى التحديات التي تواجه حكومة الشرع، لا سيما في ظل تصاعد العنف الطائفي، خصوصاً ما شهدته مناطق الساحل في آذار، حيث نفّذت فصائل موالية للحكومة عمليات انتقامية أثارت مخاوف بشأن قدرة الحكومة الجديدة على حفظ الأمن وحماية الأقليات. إلا أن باراك أعرب عن ثقته بإدارة الشرع، قائلاً: “أقدّر هؤلاء القادة لصبرهم وحفاظهم على تماسكهم في وقت يحاول فيه الجميع إشعال حرائق تُنسَب إليهم”.

لقاء الشرع – ترامب ورفع العقوبات عن سوريا

وعن التحول اللافت في السياسة الأمريكية، أشار باراك إلى لقاء الرئيس ترامب بأحمد الشرع في العاصمة السعودية الرياض في 14 أيار، والذي أعقبه إعلان رفع العقوبات الأمريكية عن سوريا. واعتبر باراك أن قرار ترامب كان مفاجئاً وجريئاً، واصفاً إياه بـ”نزع الضمادة اللاصقة” دون الرجوع إلى مستشاريه، رغم اعتراض بعض المسؤولين الذين طالبوا بشروط مسبقة نظراً لتاريخ الشرع السابق مع تنظيم القاعدة.

الرئيس أحمد الشرع، اليوم، مع الرئيس الأميركي دونالد ترامب، في العاصمة السعودية، وولي العهد محمد بن سلمان
من لقاء الشرع مع ترامب وبن سلمان في الرياض

وأكد باراك أن تخفيف العقوبات لم يكن مشروطاً، خلافاً لما كان يُروَّج داخل بعض الدوائر. وقال: “نحن لا نُملي الشروط، ولا نبني أمة. لقد جرّبنا ذلك من قبل، ولم ينجح”، لكنه أشار في المقابل إلى وجود “توقعات” واضحة من الشرع، تشمل مكافحة الفصائل الفلسطينية المسلحة، والسعي للانضمام لاحقاً إلى اتفاقيات إبراهيم، إضافة إلى التصدي لخطر عودة تنظيم داعش.

ترخيص بإجراء المعاملات المالية وإعفاء مؤقت من عقوبات قيصر

وفي 23 أيار، أصدرت وزارة الخزانة الأمريكية ترخيصاً عاماً يسمح بإجراء معاملات مالية مع المؤسسات السورية، بما فيها المصرف المركزي، كما أعلنت الخارجية الأمريكية عن إعفاء مؤقت لمدة ستة أشهر من العقوبات المفروضة بموجب قانون قيصر. ويجري العمل في الكونغرس على صياغة مشروع قانون لإلغاء هذا القانون بشكل دائم، في حين يُتوقع أن يوقّع ترامب على أمر تنفيذي هذا الأسبوع يلغي حزمة من العقوبات المفروضة على سوريا منذ عام 1979.

الرئيس أحمد الشرع يواجه تحديات أمنية معقدة

أما على صعيد التحديات الأمنية، فأشار باراك إلى أن الشرع يواجه تحديات معقدة تشمل دمج المقاتلين الأكراد، معالجة ملف معتقلي داعش في المخيمات شمال شرق البلاد، والتعامل مع التدخلات الإسرائيلية المتزايدة. إذ كثفت إسرائيل عملياتها العسكرية في سوريا منذ سقوط الأسد، وتوسعت في المنطقة العازلة بالجولان، ونفّذت غارات جوية بحجة منع تسرب السلاح إلى جهات معادية.

وأشار باراك إلى أن الشرع ملتزم باتفاقية وقف إطلاق النار الموقعة مع إسرائيل عام 1974، ولمّح إلى إمكانية تطبيع العلاقات مستقبلاً. وكان باراك قد دعا سابقاً إلى معاهدة عدم اعتداء بين الطرفين، قائلاً إن “هذا الصراع قابل للحل”، لكنه فضّل عدم الخوض في تفاصيل الخطوات الجارية حالياً، مكتفياً بالقول: “نأمل أن يدرك الطرفان، إسرائيل والشرعية، أن الانخراط العسكري في هذه المرحلة سيكون كارثياً على كليهما”.

وفي ملف داخلي شائك، أشار باراك إلى الاتفاق الذي وقّعه الشرع منتصف آذار مع قوات سوريا الديمقراطية ذات الأغلبية الكردية، والذي ينص على دمج قوات قسد ضمن تشكيلات الجيش الوطني السوري، في خطوة اعتُبرت أساسية على طريق توحيد الجبهة الداخلية.

اقرأ أيضاً: يوم السوريين الجميل…ترامب: ملتزمون بالوقوف إلى جانب سوريا.. الشرع: سنمضي بثقة نحو المستقبل 

آخر الأخبار
تحويل سلوك الصغار من سلبي إلى إيجابي.. الخبيرة لما محايري لـ"الثورة": تعزيز صفة القيادة لدى الأطفال الظهور تحت غطاء فعل الخير..جمعيات خيرية بين الاستعراض و"البرستيج" محافظ إدلب يعلن عن مشاريع نوعية لتطوير البنية التحتية الرقمية وتعزيز الاتصالات أسواق درعا تشهد ارتفاعاً ملحوظاً بأسعار المنتجات الزراعية والفروج المصارف المشتركة بين الإيجابية والسلبية..د. حسن حزوري لـ"الثورة": نجاحها يتوقف على قدرة التكيف والتط... رُصدت تجاوزات سعرية وسلع منتهية الصلاحية في حلب براءة الذمة العقارية تعود الأحد.. وزير المالية يكشف عن خطوات جديدة لتحسين الخدمات الضريبية معرض للهواة في حمص بصالة اتحاد الفنانين التشكيليين الشيباني يبحث مع سفير الصين لدى سوريا تعزيز التعاون الثنائي من مظاهرات الثورة السورية في باريس.. الدكتور علي الشيخ.. مناضل قاتل بقلمه بفكره ونتاجه تحسين مخرجات التعليم وتطوير أساليب التدريس "جون خا" الصينية تبحث الاستثمار في المدينة الصناعية بحسياء باراك: نقدر الحوار البناء لتعزيز التكامل والوحدة في سوريا أنطوان لحد النسخة السورية! منع استيراد منتجات زراعية والفروج.. زيادات سعرية مرتقبة  الاحتلال يواصل جرائم الإبادة والتجويع في غزة.. ومطالبات دولية بوقف العدوان  معوقات أدت لإغلاق معظم المزارع.. الثروة السمكية في درعا مهددة بالانقراض الأمن الداخلي في درعا يسترد سيارة أردنية مسروقة  "حرب بلا رصاص".. بين وعي المجتمع وانتهاكات المضللين  مباحثات سورية –أردنية حول التعاون الرقمي بالاتصالات وتكنولوجيا المعلومات