دمشق – سمر حمامة:
تشهد محافظة دمشق تفاقماً خطيراً في مشكلة تراكم القمامة والنفايات في الأحياء والشوارع الرئيسية والفرعية، وسط استياء شعبي واسع ومطالبات بضرورة التحرك السريع للحد من هذه الظاهرة التي باتت تهدد الصحة العامة والمشهد الحضاري للمحافظة. أحياء بأكملها تحولت إلى ما يشبه مكبات عشوائية، بسبب التأخير المتكرر وغير المبرر في ترحيلها من قبل الجهات الخدمية المعنية، وهو ما أدى إلى تكدسها لفترات تتجاوز أحياناً الأسبوعين، وتتزامن اليوم مع ارتفاع درجات الحرارة التي نشهدها هذه الأيام خلال فصل الصيف.
أحياء منسية
تقول السيدة أم محمد، وهي من سكان منطقة التضامن مسبقة الصنع: إن القمامة تتراكم بشكل كبير في شوارع الحي من دون وجود أي تحرك واضح من الجهات المعنية، مضيفةً: لا نعرف سبب هذا التأخير غير المنطقي، أصبحنا نعيش وسط الروائح الكريهة والحشرات، وكأننا في أحياء منسية خدمياً، وتشير إلى أن هذا الإهمال تزداد خطورته في فصل الصيف، حيث تشتد الروائح وتتكاثر الحشرات الناقلة للأمراض.
من جهتها، عبّرت السيدة فداء، من سكان منطقة الزاهرة، عن قلقها من التأثيرات الصحية لتراكم القمامة والنفايات، قائلة: أصبحت أعاني من مشكلات تنفسية بسبب وجود كميات كبيرة من القمامة أمام البناء الذي أقطن فيه، بالإضافة إلى انتشار الذباب والبعوض بشكل مزعج، فهل يعقل أن تبقى القمامة متكدسة لأكثر من أسبوعين من دون ترحيل؟ ولم تكن منطقة (المزة 86) بأفضل حال، إذ تنتشر القمامة على طول الطريق المؤدية إلى المدرسة، ما دفع الأهالي لوصف الطريق بأنها “مكب نفايات رسمي”. منذر، أحد سكان الحي، عبّر عن استيائه الشديد من المشهد اليومي للقمامة، موضحاً أن الوضع مزرٍ بكل معنى الكلمة, الحرارة مرتفعة، والروائح لا تطاق، وانتشار الأمراض بات وشيكاً، وهناك حالات من اللايشمانيا والأمراض التنفسية ظهرت في الحي، ومع ذلك لا نرى استجابة فعلية من محافظة دمشق ومديرية النظافة.
مشهد غير لائق
بدورها، شددت السيدة رولا، من سكان دمشق، على ضرورة دق ناقوس الخطر من قبل الجهات المعنية، محذرة من كارثة بيئية وصحية وشيكة ما لم يتم التحرك سريعاً. وقالت: المشهد لا يليق بعاصمة تاريخية، ومن المؤسف أن تتحول شوارع دمشق إلى بيئة حاضنة للحشرات والقوارض، فالمحافظة مطالبة بترحيل القمامة بشكل دوري ومنتظم، من دون تأخير أو تهاون، والموضوع لم يعد يقتصر على المظهر العام، بل أصبح يمس حياة الناس وسلامتهم بشكل مباشر. كما أن استمرار هذا الوضع ينذر بعواقب وخيمة على الصحة العامة والبيئة، ويطرح تساؤلات كثيرة حول كفاءة آليات النظافة والترحيل في العاصمة.. فهل تنتظر الجهات المسؤولة تفشي الأوبئة لتتحرك؟ أم إن الوقت قد حان لوضع حلول جذرية ومستدامة لهذه الأزمة الخدمية التي تعصف بواحدة من أعرق المدن في العالم؟
“الثورة” التقت المسؤول الإعلامي في مديرية النظافة بمحافظة دمشق رائد جحا، ونقلت له مطالب الأهالي بضرورة إيجاد حلول سريعة وجذرية لمشكلة تراكم القمامة في أحياء وشوارع المدينة، فبين قائلاً: مشكلة تراكم القمامة تعود لعدة أسباب منها اهتلاك الآليات الموجودة في المديرية، والكثافة السكانية المرتفعة في بعض المناطق، الأمر الذي يؤدي إلى زيادة القمامة، وهنا يتطلب الأمر في بعض الأحيان المؤازرة من آليات مديرية الصيانة لترحيل القمامة.
الأمور نحو الانفراج
وأكد جحا أن مدير النظافة المهندس عبدو العلوش مهتم ومتابع بشكل دائم للأمور الخدمية، والعمل جار على إيجاد الحلول المناسبة لمعالجة تراكم القمامة والتأخير نوعاً ما في ترحيلها، موضحاً أن محافظ دمشق أعطى مديرية الخدمات والنظافة الاهتمام الكبير وعلى اطلاع كامل بمتطلبات مديرية النظافة، والأمور تتجه نحو الانفراج والحلول قادمة في القريب العاجل وذلك من خلال استقدام آليات ومعدات للنظافة وحاويات جديدة تكون داعمة للآليات الموجودة. ولفت إلى توظيف كوادر بشرية جديدة، وهذا يتطلب وقتاً وجيزاً ليس بالطويل، كاشفاً في سؤالٍ لـ “الثورة” عن مدى إمكانية محافظة دمشق ومديرية النظافة في نقل مكب باب شرقي خارج محيط مدينة دمشق، أن هناك بوادر لنقل المكب خارج المخطط التنظيمي للمدينة وضمن اهتمامات محافظة دمشق، إذ تم تشكيل لجنة مشتركة بين محافظتي دمشق وريفها لإيجاد موقع بديل وبالسرعة الممكنة.