في أبعاد الصورة الاجتماعية ثمة دلالات جوهرية ترسم حول مستقبل المرأة السورية، التي كانت ومازالت حاضرة في صميم وجوهر تفاصيل العمل الوطني والمؤسساتي، سياسياً، واقتصادياً، واجتماعياً وثقافياً. فهي السر الذي يؤجج نبض الحياة.. والمحرك الرئيس في عملية التغيير، كونها تمثل رأس مال الصبر في رحلة المعاناة والكفاح والنضال، باعتبارها الصورة الأقرب لجذور الواقع وعناصره المتأصلة في الضمير المجتمعي، الذي أشار إليه السيد الرئيس أحمد الشرع “الإنسان” الذي أفصح عن مكنونات ربما يتوق إلى معرفتها الكثيرون من أبناء الوطن داخل الحدود وخارجها، عبر مسيرة حياته المتشعبة، مع زوجته ورفيقة دربه لطيفة الدروبي، هذه السيدة التي تمتلك من خلال الكاريزما الشخصية نصيباً كبيراً مما يحمله الاسم.. ليس من اللطف فقط، وإنما حالة التحدي لصعوبات الحياة، إلى جانب التواضع والوقار والهيبة الأنثوية القريبة من القلب. فاستقبال الرئيس الشرع لسيدات المجتمع السوري مؤخراً، بما يمثلن من حضور وكفاءة وخبرة ووزن اجتماعي وثقافي وحياتي، لا تعكس الحالة النمطية المعتادة ولا حالة الترف في رأس مال السياسة. وإنما ينبع اللقاء في رسائله ومدلولاته من أن شراكة العمل والنهوض وبناء المجتمع وترميم وجعه، لا يكتمل من دون جناحي المرأة.. الأم.. والزوجة.. والأخت.. والابنة.. والعاملة.. وربة المنزل.. وسيدة المجتمع. حاول البعض تشويه صورة الأنثى والمرأة السورية في مرحلة الانعطافة الكبرى لعملية التغيير، وقلب الموازين خلال الأشهر الستة الماضية، والتي كانت كافية لفهم مؤشرات التعاطي وكيفية رسم خطوات عبور درجات سلم المستقبل، بعيداً عن التعصب والإقصاء والمزاجية التي تقلب نفوس البعض كما يحلو لهم التفكير حسب الأنا والرغبة والمصلحة الشخصية. إن المرأة السورية التي صقلتها التجارب وخبرات المجتمع، كانت ومازالت وستبقى الحارس الأمين لعين المجتمع، تبصر فيه وتنبض في قلبه.