الاستخدام الهش بما يعنيه من استهلاك مفرط للمشاعر، يجعلها تنفر ممن يقوم باستعراضها.
البعض يتقن استعراض عضلات “مشاعره” كأي شيءٍ آخر ملموس يمكن رؤيته مرأى العين الظاهرة.
لم يتمكن قلبها من إبصار هؤلاء يوماً.
في زمن الاستعجال، هل ثمة من فرصة لإنبات أفعال حقيقية حولنا؟
كل فعل صادق وحقيقي هو فعل نادر الحدوث.. لكن ليس كل (نادر) تتم رؤيته ولحظه والاحتفاء به.
(الفعل/الأثر)، فتش عنه قلبها بكل من اعتقدت أنها أحبّته فيما مضى..كأنه البوصلة التي ترشدها لاكتشاف ذاتها من جديد، في كل حدثٍ وتجربة خاضتها برغبة غامرة، لاستخلاصها ضمن “أثر”.
هل نحن سوى مجموعة “أثر/آثار” تتركها تجارب الحياة لتحفر وتطبع في أذهاننا ومخيلتنا.. وكم هو رائع أن تمتلك من القوة لتصبح معشّقة بتفاصيل أفعالنا وقناعاتنا.. حينها، يكون (الآخر/الآخرون) فعلاً مؤثرين.
فكّرت مطوّلاً بكل من ظنّت يوماً أنها أحبّتهم.. هل امتلكوا مفاتيح (تأثير) حقيقي وفعلي في حياتها..؟ هل كانوا (أثراً) فعّالاً.. وتركوا بصمتهم التي لا تمحى في ذاكرتها؟ كل ما تدركه بقوةٍ، وتثق به أنها كانت ذات بصمات لا تتشبّه بغيرها.. وسيكون عصيّاً رفع بصماتها عن قلوبهم.. فلمَ تفكر بأثرهم وتأثيرهم..؟ ألا يجوز أن تكون هي صاحبة الأثر الأبقى قياساً ما بين حضورهم وحضورها؟ ليس غروراً فارغاً ما أدركته مؤخراً.. لأن منبت كل أثر لها كان فعلاً صادقاً وحقيقياً.. وكل ذلك يُعيد التأكيد على قناعتها: أن الحبّ هو فعل الندرة الصادقة والحقيقية في زمن الوفرة والكثرة المستعجلة.