الثورة- نور جوخدار:
تستعد العاصمة الأميركية واشنطن، الاثنين المقبل، لاستقبال السيد الرئيس أحمد الشرع في زيارة هي الأولى له إلى واشنطن والثانية إلى الولايات المتحدة، حيث يلتقي الرئيس الأمريكي دونالد ترامب في البيت الأبيض.
الزيارة التي وصفها مراقبون بالتاريخية، تحمل أبعاداً سياسية ودبلوماسية عميقة على المستويين الإقليمي والدولي، وستنعكس بشكل كبير على الاقتصاد السوري وقضايا الاستثمار والمشاركة بإعادة البناء والإعمار، خاصة إن تم رفع العقوبات المرتبطة بقانون قيصر.

وقال المحامي والمستشار السياسي في واشنطن، إسماعيل باقر: إن الزيارة لن تكون رمزية فحسب، بل تمثل بداية مرحلة جديدة بين الجمهورية العربية السورية والغرب، مضيفا أن استقبال الرئيس الشرع في المكتب البيضاوي بضيافة الرئيس ترامب حدث استثنائي ورسالة واضحة مفادها أن سوريا عادت إلى الساحة الدولية كدولة ذات سيادة وشريك في استقرار المنطقة.
وأضاف باقر في تصريح خاص لـ “الثورة” أن اللقاء المرتقب يحمل رمزية سياسية بالغة الأهمية، فالكثير من رؤساء الدول غير الصديقة للولايات المتحدة يزورون نيويورك للمشاركة في اجتماعات الأمم المتحدة بحكم الالتزامات الدولية، لكنهم لا يستقبلون رسمياً في واشنطن، أما استقبال الرئيس السوري في البيت الأبيض خطوة تؤكد النصر السياسي لدمشق، وتبشر بمرحلة عنوانها الأمل والأمن والسلام.
وحول الملفات المطروحة، أوضح المستشار السياسي أن الزيارة ستتناول القضايا العالقة داخل سوريا، بما فيها ملفات الشمال الشرقي إلى جانب الترتيبات اللازمة للبعثات الدبلوماسية المتعلقة بإعادة فتح السفارات في كلا البلدين.
وعن التوجهات الأميركية بخصوص العقوبات، أكد باقر أن تواصلهم مع المشرعين في العاصمة واشنطن، مستمر لنقل الصورة الواقعية التي تدحض المخاوف وتوضح الحقائق المتعلقة بإلغاء قانون قيصر، مشيراً إلى أن “ردود الفعل واعدة وإيجابية، وخاصة من بعض أعضاء الكونغرس، وعلى رأسهم جو ويلسون، الذي يعمل باستمرار مع باقي المشرعين للدفع قُدماً باتجاه الإلغاء”.
وبيّن أن الانقسام السياسي القائم في الولايات المتحدة بين المشرّعين، لا ينطبق تماماً على الملف السوري، موضحاً أن التصويت الأخير في مجلس الشيوخ لصالح تعليق القانون يشكل خطوة تبشر بقرب الإلغاء الكامل بعد تجاوز عقبة مجلس.
واستشهد باقر بمثال سابق حين زار وزير الخارجية والمغتربين أسعد الشيباني واشنطن، وشاركوه في رفع علم الجمهورية العربية السورية على مبنى السفارة فيها، اعتبروها خطوة رمزية ذات دلالات سياسية قوية، مشيراً إلى أن حتى أكبر المعارضين للتطبيع مع سوريا الجديدة، هو السيناتور ليندسي غراهام، بدت عليه ملامح الابتسام والتقبل على غير عادته عند لقائه الوفد السوري.
وعن الانعكاسات المتوقعة على الاقتصاد السوري والعلاقات الإقليمية، في حال تم رفع العقوبات، لفت إلى أن العقوبات المفروضة عبر وزارة الخزانة الأمريكية تم إلغاؤها باستثناء ما يتعلق برجالات النظام البائد، بينما يبقى قانون قيصر المفروض عبر الكونغرس بحاجة إلى تصويت قانوني لإلغائه رسميا، موضحا أن القانون ما يزال يردع أي استثمار حقيقي داخل سوريا، إلا أن تمرير إلغائه في مجلس الشيوخ جعل الإلغاء الكامل مسألة وقت، وتأخره مرتبط فقط بالإغلاق الحكومي في واشنطن.
واختتم باقر بالإشارة إلى أن زيارة الرئيس الشرع إلى المملكة العربية السعودية مؤخراً، مثلت إعلاناً عملياً عن بدء تنفيذ مذكرات التفاهم الموقعة، وتحويلها إلى عقود استثمار ومعاهدات اقتصادية، مؤكداً أن زيارة واشنطن تأتي استكمالاً لمسار الانفتاح العربي والدولي تجاه سوريا الجديدة.