الثورة – نيفين أحمد:
زيارة السيد الرئيس أحمد الشرع إلى واشنطن تؤسس لشراكة حقيقية وتنهي مرحلة التموضع المعادي، هذا ما أكده الباحث في مركز جسور للدراسات وائل علوان في تصريح لـ”الثورة”، وقال:” إن زيارة الرئيس الشرع المرتقبة إلى واشنطن تمثل نقطة تحول استراتيجية كبرى، لا في مسار السياسة السورية فحسب، بل في إعادة تموضع الدولة السورية بالكامل ضمن المنظومة الإقليمية والدولية.
موضحاً أن الزيارة تتجاوز كونها مجرد حدث بروتوكولي أو سياسي، لتكون بمثابة إعلان عن شراكة حقيقية بين “سوريا الجديدة” والولايات المتحدة الأميركية.
وأشار إلى أن الهدف الأساسي هو انضمام سوريا كشريك أساسي في التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن ضد الإرهاب والتطرف، مؤكداً أن دلالة الزيارة تبرهن على تموضع جديد لسوريا، وهذا التموضع ينفصل تماماً عن مرحلة سابقة كانت فيها سوريا جزءاً من محور معاد للغرب ومصالحه، وهو المحور الذي كان “يتاجر بشعارات المقاومة والممانعة ويستهلك ذلك في إنهاك البلد وإغراقها بالمزيد من الحصار وأن تكون منبوذة على المستوى الإقليمي والدولي وعلى عمقها العربي”.
وشدد علوان على أن هذا التحول ينهي عقوداً من التصنيف السلبي مذكراً بأن الولايات المتحدة كانت تصنف سوريا سابقاً على أنها “دولة راعية للإرهاب” منذ عام 1979، أما اليوم فالمشهد يتبدل جذرياً حيث “ستوقع واشنطن على اتفاق أنها شريك في مكافحة الإرهاب”، وهو ما يمثل دليلاً قاطعاً على التموضع الجديد لسوريا.
ويذهب الباحث إلى وصف “سوريا الجديدة” بأنها حليف للولايات المتحدة والغرب، وأن مصالحها تتقاطع بشكل كامل مع مصالح هذا المحور، مبيناً أن دمشق “لن تذهب لاستفزاز الشرق لحساب الغرب”، بل ستعمل وفق منطق المصالح الوطنية العليا، لاسيما أن النظام المخلوع كان قد “رهن سوريا لحسابات ومحور لدول أخرى استهلكت من الرصيد السوري، وكانت ساحة صراع بين محاور الشرق والغرب”، وعلى النقيض من ذلك فإن رؤية الحكومة الجديدة برئاسة الشرع تقوم على أن سوريا “حليف للغرب وبنفس الوقت ليست ساحة صراع”، وفيما يتعلق بالعلاقة مع روسيا، أوضح علوان أن سوريا ستحافظ على علاقاتها مع روسيا ،مشيراً إلى إمكانية وجود تقاطع في المصالح، ولكنه وضع روسيا في موضع المسؤولية تجاه مرحلة الإعمار، قائلاً: “يمكن أن تكون روسيا مدينة في إعمار سوريا والتخريب الذي حصل في نظام الأسد المخلوع كان بدعم روسي وبالتالي على روسيا اليوم أن تدعم الإعمار”.