الثورة – أسماء الفريح:
بعد ساعات على الهجوم الإسرائيلي الواسع على إيران، أعلنت طهران اليوم انسحابها رسمياً من الجولة السادسة من المحادثات النووية مع الولايات المتحدة، والتي كانت مقررة بعد غد الأحد في العاصمة العمانية مسقط وفق ما ذكر التلفزيون الإيراني.
عضو لجنة الأمن القومي في البرلمان الإيراني علاء الدين بروجردي قال للتلفزيون الإيراني: «لن تُعقد الجولة السادسة من المفاوضات مع أمريكا بسبب الهجمات الإسرائيلية».
يذكر أن إيران والولايات المتحدة عقدتا 5 جولات من المحادثات منذ نيسان الماضي، بوساطة من سلطنة عُمان، حيث تريد واشنطن ضمان عدم امتلاك إيران أسلحة نووية، وهو ما تقول طهران إنها لا تسعى إليه، وتطالب في المقابل برفع العقوبات عنها التي تؤثر على اقتصادها بشدة.
من جانبه، حث الرئيس الأميركي دونالد ترامب إيران في وقت سابق اليوم على «إبرام اتفاق قبل ألا يبقى هناك شيء»، محذّراً من أن الضربات الإسرائيلية المقبلة «ستكون أكثر عنفاً».
وفي منشور له على منصة “تروث سوشيال”، قال ترامب: «ثمة حتى الآن الكثير من الموت والدمار، لكن ما زال هناك وقت لوقف هذه المذبحة والهجمات المقبلة المقررة التي ستكون أكثر عنفاً».
وأضاف مخاطباً الإيرانيين: «افعلوا ذلك قبل ألا يبقى هناك شيء… افعلوا ذلك ببساطة، قبل أن يفوت الأوان».
وتختلف واشنطن وطهران حول قضية احتفاظ طهران بالقدرة على تخصيب اليورانيوم، ففي حين تطالب الولايات المتحدة إيران بالتخلي عن هذه النشاطات، تعتبرها طهران «حقاً» لها غير قابل للتفاوض، تكفله معاهدة حظر الانتشار النووي التي وقّعتها.
وصرحت إيران بعد الجولة الخامسة من المفاوضات في 31 أيار الماضي أنها تلقت عناصر من اقتراح أميركي للتوصل إلى اتفاق بشأن الملف النووي، لكنها اعتبرت أنه يحتوي على الكثير من الالتباسات.
وتعد جولات التفاوض الخمس التي عقدها الطرفان حتى الآن أعلى مستوى من الاتصال بين البلدين منذ أن سحب ترامب بلاده من اتفاق العام 2015 خلال ولايته الأولى، وأعاد فرض العقوبات على طهران.
وبحسب الوكالة الدولية للطاقة الذرية، فإن إيران هي الدولة الوحيدة غير الحائزة على أسلحة نووية التي تُخصّب اليورانيوم إلى مستوى عالٍ (60%)، ما يتجاوز بكثير حد 3,67% الذي حدده اتفاق 2015 بين طهران والقوى الكبرى.
وفي سياق ردود فعل الترويكا الأوروبية “ألمانيا وفرنسا وبريطانيا” على الضربات الإسرائيلية على طهران، دعا المستشار الألماني فريدريش ميترس “إسرائيل” وإيران إلى تفادي “المزيد من التصعيد” والامتناع عن أي أعمال يمكن أن “تزعزع استقرار المنطقة بكاملها”.
ومن جانبها، حثت فرنسا “كل الأطراف على ضبط النفس وتفادي أي تصعيد قد يقوض الاستقرار في المنطقة”، حيث قال وزير الخارجية جان نويل بارو إنه “من الأساسي تحفيز كل السبل الدبلوماسية لنزع فتيل التوتر”. فيما دعا رئيس الوزراء البريطاني كير ستارمر إلى “ضبط النفس” أيضاً و”العودة إلى الدبلوماسية”، مؤكداً في بيان أن “التصعيد لا يخدم مصلحة أحد في المنطقة”.
يشار إلى أن الترويكا الأوروبية سبق وأن انخرطت في مفاوضات مباشرة مع إيران حول برنامجها النووي أفضى إلى اتفاق عام 2015 وخاضت سباقاً بين الحل الدبلوماسي، أو فرض عقوبات جديدة على إيران، إذا لم تصل المحادثات النووية بين طهران والولايات المتحدة إلى حل.
وكانت “الترويكا” حذرت مؤخراً، وخاصة ما ورد من قبل الخارجية الفرنسية من أن هذا الاتفاق أصبح قديماً عقب انسحاب واشنطن منه عام 2018 في ولاية ترامب الرئاسية الأولى وأصبح منتهياً بحكم الأمر الواقع.