الثورة- هبه علي:
شنت إسرائيل هجمات على أهداف داخل إيران، مستهدفةً البنية التحتية النووية والالكترونية، بالإضافة إلى قادة عسكريين بارزين، وتشير المعلومات إلى أن هذه الهجمات قد تمت بالتنسيق مع قوى المعارضة داخل إيران، مما يعكس استراتيجية معقدة تهدف إلى إضعاف القدرات الإيرانية وتقويض نفوذها في المنطقة.
وترى الباحثة السياسية نورهان الكردي في تصريح لصحيفة الثورة: “إن الضربات النوعية التي نفذتها اسرائيل اليوم ضد إيران، وعلى ما يبدو بالتنسيق مع قوى المعارضة في الداخل الإيراني ليست إلا استمراراً للمخطط الاسرائيلي في تغيير وجه المنطقة، والذي يهدف إلى أن تكون اسرائيل القوة الأكبر والأكثر تأثيراً على دول جوارها الإقليمي، وذلك من خلال عدم السماح لإيران بامتلاك القنبلة النووية وتوجيه ضربات قوية متلاحقة للإمكانيات العسكرية الإيرانية وذلك بعد أن تمكنت اسرائيل من إنهاء النفوذ الإيراني في سوريا وضرب حلفائها في لبنان ” وأضافت الكردي “أن هذه الضربات جاءت بضوء أخضر أمريكي بعد أن صرح الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بأنه لن يسمح بأن تمتلك إيران السلاح النووي وإن هذه الضربات الاسرائيلية النوعية والتي استهدفت البنية النووية والالكترونية الإيرانية بالإضافة إلى قادة عسكريين بارزيين لا تخرج عن كونها جزءاً من حرب النفوذ التي تشنها أمريكا على الصين وروسيا والتي تعد إيران أهم حلفائهما في المنطقة”.
وعن تأثير الهجمات على إيران قالت الباحثة الكردي: ” خسرت إيران في هذه الضربات عددا من كبار القادة العسكريين والعلماء النوويين، ونتج عنها دمار في منشآت الكترونية متقدمة وتعطيل في منظومات الدفاع الجوي الإيراني. بالإضافة إلى انهيار سريع في الأسواق المالية في طهران مما أدى إلى ارتفاع في أسعار النفط بعد الضربة. ”
وبينت الكردي”، أنه بعد هذه الخسائر تبدو إمكانيات الرد الإيرانية على الضربات الإسرائيلية ضعيفة ومحدودة أمام القبة الحديدية الإسرائيلية والقوة العسكرية والتقنية الإسرائيلية المتطورة، حيث يظهر بشكل جلي التغيير في موازين القوى في المنطقة لصالح إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية. ”
ورأت الكردي أن إيران تواجه خيارين رئيسيين: أحدهما التصعيد والإصرار على امتلاك القنبلة النووية والخروج من الاتفاق النووي ومن المفاوضات بشكل كامل، وتحريك حلفائها في لبنان واليمن لضرب اسرائيل، بالاضافة إلى توجيه ضربات مباشرة من الأراضي الإيرانية إلا أن هذا الخيار سيزيد من عزلة إيران الإقليمية والدولية وسيؤدي إلى تصعيد المواجهات وزيادة شدة الضربات التى قد تصل إلى سقوط نظام خامنئي في إيران.
أما الخيار الثاني فهو محاولة احتواء المواجهات من خلال الذهاب إلى طاولة المفاوضات تلبية لدعوة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع التخلي عن مشروعها بامتلاك القنبلة النووية وإعادة صياغة الاتفاق النووي بما يتناسب مع المطالب الدولية ومصالح دول الإقليم”.
وأضافت الباحثة نورهان الكردي “إن التنديد العربي والتركي بالضربات الإسرائيلية على إيران لا يعبر عن تأييد ودعم للسياسات الإيرانية في المنطقة بقدر ما يعبر عن تنديد بالممارسات الإسرائيلية المتغطرسة ومحاولة الحفاظ على توازن القوى من خلال شجب الممارسات الإسرائيلية بالإضافة إلى تحجيم النفوذ الإيراني، والضغط على إيران لاعتماد برنامج نووي لا يشكل خطراً على جوارها الإقليمي.”
واستعدادًا للانتقام الإيراني المحتمل، أعلنت إسرائيل حالة الطوارئ، حيث أغلقت المدارس وحظرت التجمعات الاجتماعية ونصحت بعدم القيام بأي عمل غير ضروري، وأمرت المستشفيات الإسرائيلية بوقف أنشطة العيادات الخارجية والأنشطة غير العاجلة والانتقال إلى مناطق محمية، كما يستدعي الجيش الإسرائيلي “عشرات الآلاف” من الجنود للاستعداد لما سيأتي لاحقًا.
