الثورة – أنور الجرادات:
يعتبر الدوري السوري من الدوريات المميزة في الوطن العربي، بسبب القاعدة الجماهيرية الكبيرة التي تتمتع به أنديته، على مستوى جميع محافظات القطر،
التي غالباً ما تحتدم المنافسة بينها على البطولات، أما بقية الأندية وإن لم تمتلك قواعد جماهيرية عريضة، إلا أنها قادرة بصورة أو بأخرى، على أن تكون مؤثرة في نتائج المباريات، وإحداث المفاجآت ومن ثم تغييرات مهمة في جدول الترتيب، وأكثر من ذلك الفوز بالبطولات، ونعود للقول إن الكرة مستديرة، ولا تحتكم كثيرا للمنطق.
وكما هو حال التنافس الحاد، في قمة الدوري، فإن هناك منافسة كان من المفترض أن تكون مشتعلة في آخر القائمة، هرباً من الهبوط، ورغبة في البقاء في مصاف أندية الدرجة الممتازة، لاسيما بعد القرار المتوقع من الجمعية العمومية بعدم الهبوط في هذا الموسم، تحقيقاً للعدالة، وصعود أربعة فرق من أندية الدرجة الأولى، بحيث تقام المسابقة في الموسم القادم بمشاركة (16) فريقاً، مما يعني أن هاجس الفوز سيشكل مطلباً رئيسيا، لجميع الأندية بغض النظر عن موقعها على سلم الترتيب.
كذلك فإن كل المؤشرات القادمة من استعدادات الفرق تدل على أن الأندية بمجملها تعمل على ايجاد توليفة من لاعبيها المحليين، والمحترفين، لتقديم أفضل مستوى ممكن إرضاء لجمهورها، وتوافقاً مع تطلعاتها، رغم التكلفة العالية، التي تحتملها خزائن الأندية، وكل هذا يحظى بمتابعة و جماهيرية، وإقبال متزايد، يؤكد على مدى التعلق باللعبة، ويقدم تصوراً عن شدة التنافس والندية.
لا رعاية للدوري ؟!
والمفارقة أن هذا الموسم، لم يحظَ برعاية رسمية، تسهم في تطوير كرة القدم المحلية، وتحسين مؤشر التنافس بين الفرق، باستفادة هذه الأندية من مردود الرعاية الذي كان من المفترض أن يكون موجوداً، ليس هذا فحسب، بل وتدعم ثقافة الكرة في مجتمعنا.
ما يجري في هذه الأثناء، هو الحديث عن تفاصيل استراتيجية جديدة لتطوير المسابقات المحلية، للأعوام القادمة، تهدف للوصول إلى مسابقات أكثر رشاقة، وتزيد من مستوى التنافس والكفاءة، وتعمل على تعزيز القيمة السوقية للبطولات، واللاعبين، وما يؤمل عليه في هذا السياق نجاح هذه الإستراتيجية، في الانتقال إلى مرحلة أكثر احترافية، مما قد يضمن نجاح إطلاق حملات لترويج البطولات لغاية رعايتها.