مشكلات تهدّد تربية النحل بالغاب.. ونحالون يدعون لإحداث صندوق كوارث

الثورة – تحقيق سرحان الموعي:

قطاع تربية النحل في محافظة حماة بشكل عام وفي سهل الغاب بشكل خاص من القطاعات الزراعية الحيوية ذات الأهمية الاقتصادية والبيئية، وذلك لاتساع رقعته وانتشاره وعدد العاملين به.. إلا أن هذه المهنة تواجه جملة من التحديات التي تعيق تطورها وتحد من استمرارية نشاطها وتنعكس سلباً على انتشارها وعلى المربين.

ولإلقاء الضوء على هذا القطاع التقت صحيفة الثورة مدير الهيئة العامة لإدارة وتطوير الغاب المهندس عبد العزيز القاسم الذي تحدث عن التحديات قائلاً: “يعاني هذا القطاع من تراجع واضح في مصادر المراعي الطبيعية نتيجة تغيّر أنماط الزراعة وتخلي الفلاحين عن زراعة محاصيل رحيقية مهمة مثل القطن وعباد الشمس، إلى جانب غياب التغطية الرحيقية على مدار العام، كما ساهمت ظروف الجفاف واندلاع الحرائق في الأراضي الجبلية والجرداء في تدهور المراعي، ما انعكس سلباً على إنتاجية النحل، وتُضاف إلى هذه العوامل التكاليف المتزايدة لمستلزمات الإنتاج من خلايا خشبية وشمع عسل وأجور نقل، والتي باتت تشكّل عبئاً ثقيلاً على المربين”.

وأضاف م. القاسم: “يبرز أيضاً خطر الاستخدام المفرط للمبيدات الزراعية على المحاصيل التي تُعد مراعي للنحل، الأمر الذي يؤدي إلى تسمم الخلايا وتراجع كفاءتها، كما أن غياب الأدوية الموثوقة المصدر لعلاج أمراض النحل، يُعد من أبرز المشكلات التي تهدد الصحة العامة للخلايا، إضافة إلى انخفاض أسعار المنتجات مقارنة بالتكاليف المرتفعة، ما يقلل من جدوى التربية على المستوى الاقتصادي، ويؤثر غياب مختبر متخصص قادر على كشف المنتجات المغشوشة في السوق المحلية على جودة المنتج وسمعة هذا القطاع بشكل عام”.

توفير الدعم المالي والفني

وعن الآليات التي تساعد على تطوير هذا القطاع قال القاسم: “بحسب التقديرات يبلغ عدد خلايا النحل بالغاب نحو 43000 خلية موزعة على 13000 مربٍّ، كما كان لدى هيئة تطوير الغاب مشروع لتربية النحل توقف العمل به منذ عام 2017، ولذلك نسعى إلى ضرورة إعادة تفعيل هذا المشروع من خلال تخصيص ميزانية مناسبة، ووضع خطة عمل واضحة تساهم بتوفير الدعم الفني والمالي اللازم للمربين وتحسين واقع المراعي من خلال تشجيع زراعة المحاصيل المناسبة للنحل، واستثمار الأراضي البور بزراعة نباتات رحيقية، مع تنظيم دورات الزراعة لضمان توفر مصادر الرحيق بشكل دائم، واعتماد برامج ريّ مستدامة، وإنشاء خزانات مائية صغيرة لمواجهة الجفاف، بالإضافة إلى تقديم قروض ميسرة أو إعانات لتخفيف الأعباء المالية عن المربين، وتشجيع إنشاء تعاونيات لشراء مستلزمات الإنتاج بأسعار مخفضة”.

وشدد م. القاسم على “تنظيم استخدام المبيدات عبر التنسيق مع المزارعين، وتوفير أدوية معتمدة وفعالة لمعالجة أمراض النحل، والعمل على دعم تسويق المنتجات من خلال تأسيس جمعيات أو منصات إلكترونية تتيح تصريف الإنتاج بأسعار عادلة، بما يضمن استمرارية هذا القطاع الحيوي ويسهم في تنميته على أسس مستدامة”.

مع المربين

النحّال شادي محمد الحجة، أكد أن إنتاج العسل هو جزء من عدة مواد مهمة ينتجها النحل، وهي لا تقل أهمية عن العسل، ومنها غبار الطلع، وسم النحل، والعكبر، وغذاء الملكات.

وعن الصعوبات التي تواجه المربين قال الحجة: “في الواقع نعاني من غلاء تكاليف مستلزمات تربية النحل، وبخاصة الأدوية والمعدات، والخلايا، والإطارات، وشمع النحل، وهو ما لا يتناسب مع أسعار بيع العسل، ما يجعل العملية الإنتاجية مرهقة مالياً”.

وأوضح أن النحل يتأثر سلباً بالمبيدات الحشرية نتيجة استخدام أدوية مهرّبة وضارة عند رش المحاصيل، ما يؤدي إلى تسمم الخلايا وانخفاض الإنتاج.

صندوق للكوارث

بدوره أكد النحّال حسن فؤاد حسن على ضرورة تأمين القروض الميسرة للمربين لمساعدتهم على الاستمرار بالتربية وتحمل التكاليف الباهظة و توفير الأدوية الخاصة بالنحل، وإحداث صندوق كوارث خاص بالنحل لتعويض الخسائر في حال التعرض للموت المفاجئ أو الحرائق أو السرقات.

ولفت حسن إلى عدم وجود مخابر متخصصة بأمراض النحل أو توفير العلاج المناسب، ما يفاقم من حجم التحديات الصحية التي تواجه النحالين.

الأجود عالمياً

رغم هذه الصعوبات شدد كل من النحالين الحجة وحسن على أن سوريا لا تزال تُنتج أفضل أنواع العسل في العالم، وذلك بفضل التنوع الكبير في الغطاء النباتي، وموقعها الجغرافي المميز، ومناخها المعتدل، ما ينعكس إيجاباً على جودة المنتج.

وتتنوع الأعسال السورية بحسب طبيعة الغطاء النباتي في كل منطقة، وتشمل: عسل الحمضيات، النفلة، الكينا، حبة البركة، اليانسون، الكزبرة، الشمرة، الكراويا، المرير (دردار)، القبار (شفلح)، الزلوع، الجردي، القطن، السمسم، الجبلي، العاقول، السنديان، بالإضافة إلى أنواع أخرى محلية تختلف حسب المناطق والبيئة المحيطة.

أخيراً..

يمتلك قطاع تربية النحل في سهل الغاب إمكانيات كبيرة وخاصة مع عودة المربين المهجرين إلى قراهم ومناطقهم، والبدء بالعودة إلى تربية النحل، والتغلب على هذه التحديات يتطلب دعماً حكومياً وتخطيطاً استراتيجياً يسهم في تحسين إنتاجية هذا القطاع وإعادة الألق إليه.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق