في لحظة مصيرية تحمل أبعاداً حضارية وثقافية، أطلقت سوريا هويتها البصرية الجديدة، لتعلن بذلك بدء مرحلة من التعبير الواعي عن الذات الوطنية، وترسيخ مفاهيم الانتماء والتجدد، والانفتاح على المستقبل.
ليست الهوية البصرية مجرد تصميم أو شعار، بل هي تجسيد بصري لفكرة عميقة مفادها أن السوريين أبناء للحياة، للفعل، وللقدرة المتجددة على النهوض بعد كل عثرة، إنها رسالة أن هذا الشعب الذي واجه الظلم والقهر عبر عقود، لم يفقد إيمانه بالحياة، ولم يتخلَّ عن حلمه بسوريا الأفضل.
لقد خاض السوريون تجربة مريرة، وقدموا تضحيات جسيمة في سبيل الكرامة والحرية، ورغم كل الجراح، لم يتراجعوا، بل أثبتوا قدرتهم على صناعة الفجر مهما طال ليل المحنة، وأن الأثمان الباهظة التي دُفعت، لم تذهب سدى، بل مهّدت لساعة الحقيقة والنصر ولرؤية جديدة تعيد تشكيل الذات الجمعية برموز ومعانٍ تليق بتاريخ سوريا ومستقبلها.
الهوية البصرية لسوريا الجديدة تعني، كما قال السيد الرئيس أحمد الشرع، أن سوريا واحدة موحدة، وأن التنوع الثقافي فيها هو مصدر غنى وقوة، تدفع البلاد للمضي قدماً نحو المستقبل بخطى واثقة.
سوريا التي لا تعرف اليأس، تفتح اليوم جناحي المحبة، لا لتغطي بها جراحها فقط، بل لتُحلق أيضاً نحو آفاق إنسانية أرحب، إنها تقف على أرض صلبة، وتوجّه رسائلها إلى العالم بلغة المحبة والإنسانية، مؤكدة حضورها كدولة حضارية، لها في التاريخ جذور، وفي الحاضر ملامح، وفي المستقبل أفق واعد.