ملتقيات التوظيف.. فرص عمل حقيقية أم بيع للأوهام ؟! 

الثورة – غصون سليمان:  

ربط الجامعة بالمجتمع.. ليس مجرد عنوان أو مصطلح عابر طرح منذ سنوات طويلة من قبل الجهات المعنية، إلا أن الخلل لم يكن بالجوهر، وإنما بآليات التطبيق والتنفيذ.

فحين يتخرج طلاب المعاهد والجامعات في مختلف الفروع والاختصاصات تكون الصدمة الأولى لدى هؤلاء الخريجين عدم استيعابهم واستقطابهم، إذ يجب أن يكونوا في ميدان التطبيق العملي لترجمة المنهاج النظري على أرض الواقع من خلال مشاريع التخرج والأبحاث التي أنجزوها، ومع استمرار الروتين والسياسات الاقتصادية التقليدية طفت على السطح ظاهرة البطالة المقنعة، إذ لم يكن التعيين يعتمد الكفاءة والخبرة ومواكبة علوم العصر المتقدمة، بقدر ما كانت تعتمد السياسات الحكومية السابقة على الواسطة والمحسوبيات وفق مصالح الأفراد بعيداً عن حاجة المؤسسات.

إلا أن اللافت في الآونة الأخيرة درجت فكرة عقد ملتقيات التوظيف لربطها بسوق العمل مباشرة وعلى أوسع نطاق، وذلك بالتنسيق ما بين وزارة الشؤون الاجتماعية وغيرها من الوزارات والشركات العامة والخاصة بأسلوب حضاري تختفي من خلاله أساليب الواسطة والسمسرة، إذ لم يعد طالب العمل الخريج مضطراً لتقديم السيرة الذاتية لتنام في الأدراج مدة من الزمن بانتظار الفرج.

وقد أقيم في هذا الإطار العديد من الملتقيات تحت مسميات مختلفة، منها على سبيل المثال لا الحصر “أعطني فكرة، فرصة عمل، رواد الأعمال، وتمكين الشباب” وغيرها.

ففي الملتقى الذي عقد مؤخراً بمعهد دمشق المتوسط التابع لوكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، وحمل شعار “مهنتي المستقبلية”، واستمر على مدار يومين بمشاركة عدد كبير، من الشركات السورية الرائدة في مجالات مختلفة، هذا الملتقى الذي نظمته شركة طلال أبو غزالة بإشراف “الأونروا”، هدفه ربط الخريجين الجدد وطلاب المعهد بسوق العمل، من خلال فرص تدريب وتوظيف حقيقية تطرحها الشركات المشاركة ضمن اختصاصاتها.

الملاحظ في المشهد كيف غصت مساحات المعهد بأعداد الشباب الجامعي الطامح ذكوراً وإناثاً رغبة منهم في الحصول على فرصة عمل تناسب أمنياتهم التي نسجوها في ترتيبات أولوياتهم، وهذا ما عبرت عنه كل من عائشة التراس، وبيان محمد ناصر، وهدى اللامي، وعفراء بيروني، خريجات إدارة الأعمال اللواتي قدمن إلى معرض “مهنتي مستقبلي” لتسجيل أسمائهن والتعبير عن رغبتهن في تمكين ذاتهن وتطويرها، فالرغبة هي إتقان المحاسبة، بقسم المبيعات والتسويق، وأشرن إلى أن تحديد الخيارات يسهل على طالب العمل فتح خطوات التطلع والتصرف وفق الإمكانات.

بدوره محمد الداوود- ماجستير اقتصاد أعرب عن ارتياحه لآلية عمل الملتقيات والتي تفتح المجال أمام طالبي العمل والتحدث والاستفسار وجهاً لوجه مع مديري الشركات والمؤسسات، وهذا نوع من مهارات التواصل التي يمكن أن يكتسبها المرء.

فيما أوضحت لجين عثمان- مسؤولة الموارد البشرية لمصرف التمويل للإبداع الأصغر في حديث لـ”الثورة”، أن المصرف استقبل أعداداً جيدة من خلال السير الذاتية المقدمة ومن مختلف الاختصاصات والشواغر خاصة، وأنه لدينا شواغر عديدة في أقسام المالية والموارد البشرية، المخاطر، وأشياء أخرى لها علاقة بالعمليات، وهي بالنهاية مستمدة حسب إمكانيات الشخص وخبرته وقدرته ومؤهلاته.

ونوهت بأن إيميل الموارد البشرية الخاص بالتوظيف ينظر بكل اهتمام وعناية لجميع المتقدمين وحين الاطلاع عليها في النهاية يتم الفرز حسب الاختصاصات والشواغر المتوفرة، وفق خطط التوظيف لدى البنك، مبينة أن التركيز يتم أيضاً على الأشخاص الخريجين الجدد بأقسام مختلف.

إذا ما سألنا عن هذه الأقسام- ذكرت عثمان، أن هناك جزءاً يتعلق بالعمل الإداري مثل الموارد البشرية والأقسام المالية، وآخر له علاقة بالعمليات الخاصة بالخدمات.

أهالٍ وعائلات كثر رافقوا أبناءهم في رحلة البحث عن وظيفة في رحاب مؤسسات وقطاعات الوطن، حيث الدور الأكبر اليوم للقطاع الخاص الذي يتمتع بمرونة أكبر ورغبة واضحة لدى الشباب في التشبيك والعمل فيما توفره من اختصاصات مواكبة لسوق العمل الأكثر احتياجاً لضرورات المرحلة.

وهذا ما أكدت عليه السيدة لمياء إبراهيم- أم لثلاثة طلاب خريجين من أقسام علمية مختلفة، اثنان منذ سنتين اختصاص هندسة عمارة، ومعلوماتية، والثالثة إدارة أعمال، وأعربت عن ارتياحها لعقد ملتقيات كهذه التي تتيح أمام طالب العمل فرصاً متعددة لدى أكثر من شركة، بمعنى لابد أن يحظى المرء بفرصة ما مهما تعثرت الظروف.

في حين أكدت المهندسة هدى حمدان على أهمية تجربة الملتقيات التي تجمع الشركات العامة والخاصة بين الفترة والأخرى وهي بمثابة اختبار وتأهيل وتمكين للشباب الخريجين إذا ما فازوا بفرصة لشق طريق حياتهم نحو المستقبل.

ونوّهت المهندسة حمدان بنقطة مهمة جداً وهي حالة التخفيف من الضغط النفسي، وهواجس السفر عند الأبناء حين تتوفر في بلادهم فرصة عمل مناسبة اليوم بعدما انفتحت جميع الأبواب وتقلصت العديد من الصعوبات والعراقيل الخاصة بالروتين والإجراءات الإدارية المتبعة بعد جملة التغيرات في سوريا الجديدة.

آخر الأخبار
السيطرة الكاملة على حريق "شير صحاب" رغم الألغام ومخلفات الحرب    بين النار والتضاريس... رجال الدفاع المدني يخوضون معركتهم بصمت وقلوبهم على الغابة    تيزيني: غرف الصناعة والتجارة والزراعة والسياحة كانت تعمل كصناديق بريد      تعزيز التعاون في تأهيل السائقين مع الإمارات بورشة عمل افتراضية     الإبداع السوري .. في"فعالية أمل" ريف اللاذقية الشمالي يشتعل مجدداً وسط صعوبات متزايدة وزير الطاقة: معرض سوريا الدولي للبترول منصة لتعزيز التعاون وتبادل الرؤى بطولات الدفاع المدني .. نضال لا يعرف التراجع في وجه الكوارث والنيران  وزير الطاقة يفتتح "سيربترو 2025"  وزير الطوارئ يتفقد مواقع الحرائق ويشيد بجهود الفرق الميدانية   500 سلة إغاثية لمتضرري الحرائق باللاذقية  السويداء على فوهة البندقية.. سلاح بلا رقيب ومجتمع في خطر  دمشق وأبو ظبي  .. مسار ناضج من التعاون الثنائي الحرائق تتمدد نحو محمية غابات الفرنلق.. وفرق الإطفاء تبذل جهوداً جبارة لإخمادها امتحانات البكالوريا بين فخ التوقعات والاجتهاد الحقيقي "لمسة شفا" تقدّم خدماتها الصحية والأدوية مجاناً بدرعا مشاريع خدمية بالقنيطرة لرفع كفاءة شبكة الطرق تطويرالمهارات الإدارية وتعزيز الأداء المهني بعد تدخل أردني وتركي..الأمم المتحدة تدعو لدعم دولي عاجل لإخماد حرائق اللاذقية متابعة التحضيرات النهائية لانطلاق امتحانات "الثانوية" في ريف دمشق