الثورة – نيفين أحمد :
في تطور يعكس بداية صفحة جديدة من التعاون الثنائي أعلنت وزارة المياه والري الأردنية أن اللجنة الفنية الأردنية -السورية المشتركة ستعقد أول اجتماع رسمي لها خلال الأسبوع الحالي في العاصمة عمّان لبحث الملفات المائية العالقة وعلى رأسها توزيع الحصص في مياه نهر اليرموك وواقع الآبار والسدود على جانبي الحدود.
الاجتماع المتوقع عقده يوم الثلاثاء 8 تموز/ يأتي في ظلّ مؤشرات إيجابية من الجانب السوري بحسب الناطق باسم الوزارة عمر سلامة الذي أكد في تصريحات لصحيفة “الدستور” الأردنية أن دمشق أبدت تعاوناً واضحاً في القضايا المطروحة، بما فيها اتخاذ إجراءات قانونية حيال الآبارغيرالمرخصة داخل الأراضي السورية وهو ما وصفه بـ”تطوّرمشجّع يعكس حرص سوريا على دعم الأردن في مواجهة التحديات المائية المتصاعدة”.
نهر اليرموك وملفات مؤجلة منذ سنوات
يشكّل نهر اليرموك شرياناً مائياً استراتيجياً لكلّ من سوريا والأردن وركيزة أساسية في اتفاقية المياه الموقعة بين البلدين عام 2005 والتي بقي تنفيذها متعثراً لسنوات بفعل الظروف السياسية الإقليمية إلى جانب تزايد التعديات على مجرى النهر وحفر آلاف الآبار العشوائية لا سيما داخل الأراضي السورية مما أثر بشكّل مباشرعلى كميات المياه المتدفقة إلى المملكة وأثار خلافات فنية وشعبية متزايدة في الأردن.
ووفقاً لمصادر مطلعة فإن اللجنة المشتركة ستناقش أيضا الرسالة الرسمية التي سلّمها وزير المياه الأردني المهندس رائد أبو السعود إلى نظيره السوري والمتعلقة باتفاقية “3/9/7/8″، التي تنص على إمكان تعديل بنود الاتفاق بموافقة الطرفين.
وقد طرح الجانب الأردني في وقت سابق مقترحات فنية لتحديث بنود الاتفاق بما يتناسب مع الواقع الهيدرولوجي المستجد وتأثيرات التغيرالمناخي والطلب المتزايد على المياه.
روح جديدة من التعاون
رغم سنوات من الجمود أكد وزير المياه الأردني أن المرحلة الراهنة تمثل :”انطلاقة جديدة للتعاون بين عمان ودمشق في ملف المياه”، مشيداً بخطوة سورية بحفرآبار جديدة في منطقة الضّارة الجنوبية داخل أراضيها ما خفّف من الضغط على المياه الجوفية شمال الأردن خصوصاً بعد موسم مطري جيد نسبياً هذا العام.
وأعرب أبو السعود عن تفاؤله إزاء الموقف السوري مشيراً إلى خطوة إيجابية من طرفهم تمثلت بقيام الحكومة السورية بحفر آبارفي منطقة الضارة الجنوبية ما خفف من التأثير السلبي على المياه الجوفية شمال المملكة وخاصة بعد موسم مطري جيد، معتبراً هذه الخطوة تعكس روح التعاون والحرص السوري على دعم الأردن في مواجهة تحدياته المائية.