الثورة – حسين صقر:
العادات السيئة عند البعض كثيرة، ومنها تدخين النرجيلة أو الشيشة، يقلد هؤلاء بشكل أعمى غير مدركين المخاطر الحقيقية التي تترتب عن هذا السلوك، بعد أن يلتقط الشباب هذه العادة السيئة بسرعة، لكن سرعان ما تظهر تلك المخاطر مع مرور السنوات من دون أن يشعر، كالأمراض القلبية أو التنفسية، ومشكلات صحية أخرى.
ففي مرحلة معينة من العمر، غالباً ما يميل الشباب والفتيات والمراهقون والمراهقات إلى تقليد الآخرين، ومن بين هؤلاء زملاؤهم في الدراسة أو العمل وجيرانهم، أو حتى أهلهم، ويكثر تقليدهم لمعظم العادات.
ولهذا لابد من البحث عن كيفية مساعدة المراهق لإقلاعه عن تلك العادة، ومعرفة دور الأهل في تقليص مخاطر الوقوع في شباك تلك العادة المضرّة.
“الثورة” التقت مع مجموعة من الفعاليات، وأكد هؤلاء أنه كل يوم ينضمّ مجموعة من الشباب والمراهقين وحتى الأطفال ممن هم في سنين مبكرة إلى تلك العادة التي انتشرت بشكل كثيف في المطاعم والمقاهي وجلسات السمر، حيث يلتقط المراهق تلك الصورة التي تعشش في ذهنه، لظنه أنه يكتشف نفسه ويحقق ذاته ورجولته.
من حالة عابرة إلى ضرورة
وقال المهندس نافع الزعبي: يكون تعاطي النرجيلة في أغلب الأحيان حالة عابرة عند المراهق، ولكن سرعان ما يحوله رفاق السوء، أو ممن أكبر سناً إلى عادة سيئة، ليصبح بعد ذلك خطراً على صحته، حيث يغدو هذا الشخص مدمناً على النرجيلة و مدخناً نظامياً، وأضاف: يصبح وجودها ضرورياً من وجهة نظره ككأس الشاي أو فنجان القهوة، وحتى الطعام.
بدورها قالت ربة المنزل راميا خليفاوي: أحياناً يكون السبب الرئيسي الذي يدفع الكثير من المراهقين لتعاطي النرجيلة حب الاستطلاع، ولكنّ هناك أسباباً كثيرة يمكن أن تكون وراء تلك الآفة، موضحة أن للأهل دوراً كبيراً في ذلك، إذ يسمحون لأبنائهم تعاطيها من دون التفكير بالمخاطر، ولظنهم أنها مقبولة أكثر من عادة تدخين السجائر، غير مدركين أن النتيجة الصحية واحدة وهي الضرر وجلب الأمراض، كما أنها تنقل العدوى، لأن بعض الشبان والشابات يتشاركون في استخدامها.
وأضافت خليفاوي: على الأهل أن يكونوا قدوة لأطفالهم، عبر مخاطبتهم وتوعيتهم وردعهم عن ذلك، وقالت: لا تنتظروا من أولادكم أن يبتعدوا عن النرجيلة إذا كانوا يرونكم تدخنون منها.
جذور المشكلة
بدوره نوه المحامي رامي الحسن بالقول: يمكن للأهل أن يشرحوا لأبنائهم الذين يتبعون تلك العادة السيئة أضرار المادة المركب منها التنباك، والمعسل، والنيكوتين، والمشكلات الفيزيولوجية التي تسببها، وأخطار الإدمان، وأن متعاطيها لن يتعلم الهدوء كما يزعم البعض، بل على العكس سوف يصبح سريع التوتر، خصوصاً إذا حُرم منها، أو لم تتوفر أدواتها أو لأي سبب آخر.
من ناحيته اقترح سليمان أبو الهدى- وهو أب لأربع شبان، وبهدف القضاء على تلك الظاهرة أو التخفيف منها، أن يكون هناك برامج توعية دورية تتحدث عن أضرار النرجيلة، ووضع صور مرافقة عن حالات الإصابة نتيجة الإدمان وتركز على صحة الأبدان والعقول، مع التركيز على محاربة الظواهر السلبية الضارة بالصحة، وعلى رأسها التدخين بأنواعه، ووضع بدائل عن تلك العادة، والتركيز على اتباع عادات نافعة، وذلك بالإضافة للتعرف إلى جذور هذه الظاهرة، والوسائل المناسبة للتخلص منها، لأن مثل هذه المشكلة تحتاج إلى تضافر الجهود والعمل بكل صبر وأناة وتكاتف لمنعها، مشيراً إلى اتباعها بشكل كثيف من قبل السيدات والفتيات.
برامج التوعية ضرورية
وعن كيفية منع هذه الظاهرة قالت الاختصاصية النفسية سمر الراعي: لابد بين الحين والآخر من تركيز الأهل على الجوانب السلبية لظاهرة التدخين بشكل عام والنرجيلة بشكل خاص، وتأثيرها على صحة الأبدان والعقول والأنفس ونقص الأموال.
وأضافت: يجب أن يكون هناك إجراءات عامة تطبق على الأماكن العامة لعدم تقديمها هذا النوع، مع وضع الحلول المناسبة لإبعاد المدمنين عنها، شرط ألا يكون الواعظ نفسه من مدمنيها.
وأشارت إلى ضرورة القيام بحملات مكافحة التدخين بأنواعه والتوعية والصحية ضد العادات الضارة، وعلى رأسها هذه العادة، بالإضافة لبرامج التوعية المتواصلة.
تسبب أمراض القلب
وعن مضار النرجيلة تحدث الاختصاصي في الأمراض التنفسية والرئوية الدكتور سليم لطف الله، قائلاً: نظراً لاحتوائها على العديد من المركبات الكيميائية والمعادن السامة، فإن مخاطر النرجيلة عديدة وخطيرة، إذ يؤدي تدخينها إلى مشكلات صحية خطيرة كالسرطان، كما أنها لا تضر المدخن فقط، بل إنها تسبب خطراً على الأشخاص الذين يستنشقون دخانها، ومن مخاطرها يمكن للفحم المستخدم لتسخين التبغ أن يزيد من تلك الخاطر عن طريق إنتاج مستويات عالية من أول أكسيد الكربون والمعادن والمواد الكيميائية المسببة للسرطان، حتى وأضاف إن خلاصة التبغ من النرجيلة تهيج الفم وتزيد من خطر الإصابة بسرطانه، حيث يحتوي دخّانها على العديد من العوامل السامة التي يمكن أن تسبب انسداد الشرايين وأمراض القلب، وقد تنتقل العدوى للمدخنين الآخرين من خلال مشاركة النرجيلة نفسها.
وأوضح أن الأطفال الذين يولدون لأمهات كنّ يدخنّ النرجيلة كل يوم أثناء الحمل، يقل وزنهم عند الولادة على الأقل 3 أوقية عن الأطفال المولودين لغير الأمهات المدخنات.
كما أن الأطفال المولودون لمدخنات النرجيلة هم أيضاً أكثر عرضة أيضاً للإصابة بأمراض الجهاز التنفسي كالربو والسعال المزمن ونقص الأكسجة وأمراض اللثة، والتهاب الأنف المزمن، والعقم عند الذكور، ومرض الجزر الارتجاعي المعدي المريئي، وضعف الصحة العقلية بعد مروره عبر الماء، فإن دخان النرجيلة أو الشيشة يحتوي على مستويات عالية من هذه المركبات السامة، لأنه يحتوي على مركبات معروفة أنها تسبب سرطان الرئة والمثانة والحنجرة وسرطانات الفم المختلفة.