الثورة – ناديا سعود:
في ظل استمرار التحديات الإنسانية والطبية التي يواجهها ملايين السوريين، أكّدت منظمة “أطباء بلا حدود” أنها وسّعت من نطاق عملياتها في البلاد لتشمل 11 محافظة من أصل 14، من خلال تشغيل أو دعم ستة مستشفيات، و15 مركزاً وعيادة صحية، وعدد من العيادات المتنقلة التي تخدم الفئات السكانية الأكثر تهميشاً.
وأوضح براين مولر، رئيس بعثة “أطباء بلا حدود” في سوريا: إن المنظمة تعمل في سوريا منذ أكثر من عقد، ومع استمرار انهيار منظومة الرعاية الصحية بفعل الحرب والنزوح المزمن وندرة الموارد، لم تعد الاستجابة الإنسانية مجرد دعم مؤقت، بل أصبحت ضرورة مستدامة، إذ نوسّع اليوم تدخلاتنا الطبية لنصل إلى المجتمعات الأكثر ضعفاً، سواء في مخيمات الشمال أو في الأحياء المنسية من المدن الكبرى.
وأوضح مولر أن المنظمة تدير منذ عام 2012 وحدة متخصصة في علاج الحروق في منطقة أطمة بمحافظة إدلب، تُعدّ الوحيدة من نوعها في شمال غرب سوريا.
وقال: “معظم المصابين الذين نستقبلهم هم من النساء والأطفال الذين تعرّضوا لحروق خطيرة داخل المخيمات بسبب استخدام الوقود الرديء، وبسبب خبرتنا الطويلة في هذا المجال نعمل على إنشاء شبكة وطنية لخدمات العناية بالحروق تشمل خمسة مستشفيات داخل سوريا بالتعاون مع وزارة الصحة.
وأشار إلى أن المنظمة تشارك في إدارة مستشفى سلقين، وتُشغّل عيادات متنقلة وثابتة في مناطق متعددة، مثل الدانا، حير جاموس وأريحا، لتقديم خدمات في مجالات الأمومة، طب الأطفال، الأمراض غير المعدية، والدعم النفسي.
أما في محافظة حلب، تدير المنظمة عيادات متنقلة في خمسة مخيمات للنازحين وتُقدم خدمات طبية عامة ورعاية للأمراض المزمنة والصحة الإنجابية، إلى جانب الدعم النفسي.
كما بدأ تشغيل عيادات جديدة في مناطق ريفية منذ شهر شباط 2025 لخدمة السكان العائدين.
وفي شمال شرق سوريا، تواصل المنظمة دعمها لمستشفى الرقة الوطني ومركز المشلب، وتدير خدمات علاج سوء التغذية، والتوعية، والصحة النفسية.
وفي الحسكة، تعمل فرق “أطباء بلا حدود” في مخيم الهول الذي يضم عشرات الآلاف، وتقدم خدمات طبية ومياه نظيفة عبر محطة تحلية، إلى جانب دعم عيادات متخصصة في المدينة نفسها.
وفي شرق سوريا، قال مولر: إن المنظمة بدأت في عام 2025 دعم مستشفى دير الزور الوطني بعد إعادة تأهيل قسم الطوارئ: “عملنا هناك يهدف إلى تعزيز الوصول إلى الجراحة الطارئة والرعاية العاجلة، في منطقة عانت من التهميش والنقص الحاد في الموارد، كما بدأنا في البوكمال، القريبة من الحدود العراقية، تشغيل نقطة طبية بعد إعادة تأهيل مستوصف مهجور”.
دعم المرافق المحلية
وفي حماة وحمص، تعمل المنظمة على إعادة تأهيل ودعم مراكز الرعاية الصحية الأولية، بما يضمن وصول السكان المهمشين إلى الرعاية الأساسية.
أما في ريف دمشق، فتُشغّل “أطباء بلا حدود” عيادتين متنقلتين في الغوطة الشرقية، وتدعم مراكز في داريا وكفربطنا بخدمات تغطي الطوارئ والطب العام والصحة النفسية.
وأوضح مولر: نحن ملتزمون بإعادة الحياة إلى المرافق الصحية التي كانت خارج الخدمة، وتدريب الكوادر المحلية لضمان استمرارية تقديم الخدمات..
اما في دمشق، دعمت المنظمة مستشفى المجتهد، أحد أكبر المستشفيات في البلاد، وقدّمت تدريباً في الطوارئ، إضافة إلى عيادة داخلية للناجين من سوء المعاملة، كما أُعيد تأهيل قسم العناية بالحروق في شهر حزيران 2025.
تدخلات نوعية
في طرطوس، بدأت المنظمة دعم مستشفاها الوطني في شهر نيسان 2025، بتأهيل أقسام الطوارئ والعناية المركزة، والتبرع بأجهزة غسيل الكلى، مع مشروع مستمر لإعادة تأهيل قسم الحروق ضمن شبكة الحروق الوطنية.
و في درعا، بدأ الدعم في مستشفى نوى، مع تركيز خاص على قسم الولادة، لضمان الرعاية الإنجابية في منطقة تعاني من نقص حاد في هذه الخدمات.
واختتم براين مولر بالقول: نعمل جنباً إلى جنب مع مديريات الصحة والجهات المحلية في مختلف المحافظات، ونرى أن تعزيز القدرة المحلية وتوفير التدريب والدعم المستدام هو السبيل الأمثل لضمان رعاية صحية فعالة وعادلة للسوريين، اليوم وغداً.