سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار

الثورة- ترجمة هبه علي:
في  منتدى الاستثمار السوري السعودي الذي عقد في دمشق، أعلنت المملكة العربية السعودية عن استثمارات بقيمة 6.4 مليارات دولار أمريكي في سوريا، مما يعكس عمق علاقاتها مع البلاد التي تسعى لإعادة الإعمار بعد حرب دامت 14 عاماً.
ويتحدث عبد العزيز جلاب، نائب رئيس شركة فروست آند سوليفان في المملكة العربية السعودية، عن المنتدى وأهميته الاستراتيجية قائلا: يمثل منتدى الاستثمار السوري السعودي نقطة تحول هيكلية في المسار الاقتصادي السوري لما بعد الأزمة، بتوقيع 47 اتفاقية استثمارية بقيمة 24 مليار ريال سعودي، لا يعد المنتدى مجرد إنجاز دبلوماسي، بل هو أول استثمار واسع النطاق لرأس المال بقيادة القطاع الخاص يهدف إلى إعادة بناء القطاعات الحيوية، وفتح قنوات عمل جديدة، وإعادة دمج سوريا في سلاسل التوريد الإقليمية.
بفضل مساهمة الشركات الخاصة بنسبة 85%، من المرجح أن تتبع المشاريع نماذج حوكمة تجارية، وهياكل مدعومة بالإيرادات، وتنفيذا مرتبطا بمراحل الإنجاز، كما يخفف هذا الضغط المالي على الدولة السورية، مما يضمن إمكانية المضي قدما في إعادة الإعمار دون الاعتماد على الدين العام أو منح المانحين.
ويعكس هيكل هذه الاستثمارات أولوية استراتيجية عميقة للقطاعات التي لها أعلى تأثيرات مضاعفة على الإنتاجية الوطنية.
[  ] ووفقا للإعلانات الرسمية، يوجه الجزء الأكبر من رأس المال (ما يقارب 3 مليارات دولار) إلى قطاعات الإسمنت والعقارات والبنية التحتية، ويعد هذا استجابةً مباشرة ومدروسة لتراكم أعمال إعادة الإعمار في سوريا، لا سيما في المراكز الحضرية حيث لا يزال العجز في الإسكان والبنية التحتية للنقل يُشكِّلان اختناقات حرجة، ولا يتعلق الأمر فقط ببناء المواد، بل يتعلق أيضا بإعادة بناء القدرة الإنتاجية الوطنية.
ولا يقل أهمية عن ذلك التزام بأكثر من مليار دولار أمريكي بقطاع الاتصالات والبنية التحتية الرقمية وخدمات المنصات، ويمثل دخول شركات سعودية رائدة في مجال التكنولوجيا والاتصالات، مثل STC وElm وClassera، نقلةً نوعيةً نحو التحول الرقمي طويل الأمد، وتعد المدفوعات عبر الهاتف المحمول، والحكومة الإلكترونية، وتكنولوجيا التعليم، ومنصات اللوجستيات الرقمية، جميعها عناصر أساسية في هذا التحول.
وتعتبر هذه الاستثمارات الرقمية استراتيجية ليس فقط لأنها تحقق عوائد، ولكن لأنها تخلق أسس اقتصاد موازٍ مرن وحديث وقابل للتصدير.
وتشير التوقعات الأولية لتأثير سوق العمل إلى خلق أكثر من 50 ألف وظيفة مباشرة، بالإضافة إلى ما يصل إلى 150 ألف وظيفة إضافية في قطاعات المقاولات من الباطن، والخدمات اللوجستية، وتجارة التجزئة، والقطاعات غير الرسمية. ويعتبر هذا الضخ الرأسمالي، وإن كان بالغ الأهمية في حد ذاته، المرحلة الأولى من دورة إعادة استثمار تمتد لسنوات. ويتحقق ذلك إذا كان التنفيذ منضبطا، وسلمت المشاريع المبكرة في الوقت المحدد وبجودة عالية.
وأضاف جلاب: بحسب تقديراتنا الأولية التقريبية في شركة فروست آند سوليفان، فإن سوريا قد تفتح الباب أمام موجة أخرى من الاستثمارات تتراوح بين 15 و20 مليار دولار بحلول عام 2030. ومن المرجح أن تنتقل المرحلة التالية إلى مناطق صناعية أكثر تعقيداً، وتجهيز المنتجات الزراعية الموجهة للتصدير، والبنية الأساسية للسياحة، والخدمات المالية.
لتمكين هذا التوسع، من المتوقع أن تعمل سوريا على إرساء منصة استثمارية متينة، لم يعد إنشاء بوابة استثمارية وطنية تتضمن سلسلة مشاريع، وعقود شراكة موحدة بين القطاعين العام والخاص، وآليات لتخصيص الأراضي، وبروتوكولات لتسوية النزاعات خيارا، بل أصبح أمرا أساسيا.
ويحول هذا المنتدى مسار سوريا من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار، التحدي الآن هو التنفيذ، إذا انتقلت المشاريع من الاتفاقيات إلى أصول تحقق قيمة حقيقية، فسيسرع زخم المستثمرين تحويل اتفاقيات اليوم إلى إعادة تكامل اقتصادي غدا.
المصدر- Consultancy

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا دمشق تؤكد انعقاد لقاء سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية لبحث التصعيد جنوب سوريا مشاركون في "روميكس وكيم أكسبو وسيريا بلاست": تحويل الأموال والدعم اللوجستي تحديات القطاع الصناعي سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار متابعة واقع المهجرين في مركز إيواء جباب "كن عونا "  و "المعرفة للتنمية" تقدمان خدمات متعددة لمهجري السويداء مفردة الكهرباء مبهمة وغائبة عن قدسيا والهامة.. أهالٍ  لـ"الثورة": لم نلمس أي تحسن حتى اليوم الأمم المتحدة: نزوح 176 ألف شخص من جنوب سوريا والوضع الإنساني "بالغ السوء" السلم الأهلي الطريق الوحيد لبناء سوريا قوية وصمام الأمان للمجتمع   "صحة درعا" تحذّر من التعرض لأشعة الشمس   صندوق الأمم المتحدة للسكان: كارثة إنسانية على الأمهات والولادات بقطاع غزة  العمل من المنزل بين الراحة المأمولة والعبء الخفي.. قراءة في الفرص والتحديات  فواز تللو لـ "الثورة": مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي  تأهيل آبار وإزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في درعا   وزير المالية: منحة سعودية تصل إلى 60 بالمئة ضمن تمويلات الصندوق للتنمية في سوريا  تمديد ساعات عمل باصات النقل الداخلي في اللاذقية