فواز تللو لـ “الثورة”: مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي 

الثورة – أحمد صلال-  باريس : 

فواز تللو سياسي سوري، يحمل بكالوريوس بالهندسة المعمارية، ودبلوم إدارة أعمال من المعهد العالي للتنمية الإدارية جامعة دمشق، خبرة ثلاثين عاماً في مجال الاشتغال بالشأن العام  السوري، كما عرف بمشاركاته السياسية في ربيع دمشق، الأمر الذي عرضه للملاحقة والاعتقال لدى الأمن السياسي لمدة ست سنوات.

صحيفة (الثورة) كان لها الحوار التالي مع السياسي السوري فواز تللو:

– عاد إلى الواجهة الحديث عن تجدد نشاط تنظيم ما يعرف بالدولة الإسلامية (داعش) في سوريا، على وقع التطورات التي غيّرت الواقع الميداني وخريطة السيطرة في البلاد، الثابتة منذ بداية عام 2020؛ ما صحة هذه المعلومات؟

هذه كذبة متجددة حسب حاجة الأطراف التي تطلقها لتنفيذ مخططاتها بالتدخل في دولة أخرى أو قمع مجموعات محددة  “طائفياً” مع دعم الرأي العام الدولي لذلك باعتبار تنظيم داعش مسمار جحا، وهي اليوم حجة كل انفصالي في سوريا الجديدة الحرة لطلب تدخل دولي، وهو ما تفعله ميليشيات قسد وفلول النظام وأخيراً ميليشيا الهجري.

تخوف آخر يشغل بال السوريين وهو ملاحقة ما باتوا يعرفون بـ”فلول نظام الأسد” بعدما أصبحوا يمثلون تهديداً للأمن العام. وقد أطلقت إدارة العمليات العسكرية السورية عمليات ملاحقة في الفترة الأخيرة وتم اعتقال عشرات من عناصر النظام السابق.

-كيف تقيم مسار العدالة الانتقالية؟

الطريق صعب وطويل لأن الدولة تتحرك في حقول ألغام زرعها النظام البائد من ناحية، ومن ناحية أخرى قرار الدولة بالتركيز على كبار القتلة بعد قرارها بطي صفحة الماضي والتعالي على الجراح، وهو ما بينه الرئيس الشرع في اليوم الأول لسقوط النظام البائد، بالتوازي مع ترسيخ الأمن منعاً لعمليات تنفيذ العدالة بشكل فردي وكذلك جمع المعلومات الاستخباراتية، وكل ذلك يعني تصاعداً في عملية القبض على المجرمين وما سيتبعه لاحقاً من محاكمات علنية، وهنا أشير إلى أن الحكومة تقوم بعمل متقن وفق الأصول القانونية لكن تكمن مشكلتها في توضيح إنجازاتها وسياساتها في هذا المجال إعلامياً.

– يرى مراقبون أنه لن تتم صياغة مشروع وطني سوري إلا في إطار توافق بين مكونات المجتمع السوري على شروط العيش المشترك؛ ما هي شروط العيش المشترك؟

هي ما ورد في مخرجات مؤتمر الحوار الوطني الذي ضم تمثيلاً مقبولاً وفق الممكن، والذي يتماشى مع المعايير الدولية، لكن المشكلة أن المعترضين لا يحددون ما يعترضون عليه باستثناء الخطوط الحمراء التي حددتها الدولة والمتمثلة: أولاً باحتكارالسلاح من قبل الدولة، بينما يرفض البعض ذلك كما الميليشيات الكردية والدرزية، وثانياً رفض الدولة لأي فكرة للامركزية السياسية أو الإدارية الموسعة باعتبارها مقدمة للتقسيم وهو ما يطالب به هؤلاء المعترضون، وثالثاً  تحديد هوية الدولة باعتبارها عربية إسلامية (من الناحية الثقافية والتاريخية) دون أي انتقاص من الحقوق الثقافية والدينية والاجتماعية لباقي السوريين، ورابعاً رفض الدولة للمحاصصة بأي شكل إثني أو قومي أو ديني باعتبارها كل السوريين مواطنين متساويين في الحقوق والواجبات مقابل طلب المحاصصات من قبل المعترضين مخالفين لفكرة المواطنة التي يدعونها.

– بينما تطرح تساؤلات بشأن احتمالات توافق سياسي مستقبلي، تراقب دول غربية وعربية الطريق الذي سيسلكه المسار السياسي، ومدى نجاعة إجراءات الإدارة السورية، إضافة إلى وضع مسودة دستور جديد؛ كيف ترى المسار السياسي؟

التوافق السياسي موجود وممكن ضمن الشروط السابقة المتوافقة عملياً مع أرقى المعايير الدولية وفق الخصوصية السورية، ما عدا ذلك مما يطلبه هؤلاء فليس مجالاً للتفاوض ولا يعنينا كسوريين أهل ثورة وتضحيات، ولا يعني الدولة لأن ذلك يعني نهاية سوريا كدولة موحدة مع الفوضى المتوقعة عندها سورياً وإقليمياً، كما يعني عودة الاستبداد بأشكال أخرى، وهي أمور  يدركها المجتمع الدولي والمحيط العربي والإقليمي.

بالنسبة للإعلان الدستوري فهو أيضاً الممكن ويحمل ملاحظة واحدة هي تركيز الكثير من الصلاحيات في يد الرئيس، وهو أمر طبيعي وفق كل الثورات، وبانتظار دستور دائم سيتم التصويت عليه هناك مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي وهو الأمر الأهم في المرحلة الانتقالية، لنرى وزن الجميع لاحقاً في انتخابات حرة قادمة بعد استفتاء حر على الدستور.

– يرى مراقبون أن تعامل الدول العربية سيتوقف على طريقة الإدارة السورية الجديدة مع المخاوف العربية بشأن الفراغ الذي خلفه سقوط نظام الأسد ما قد يؤدي إلى مزيد من الفوضى والعنف؛ هل استطاعت الإدارة الجديدة ملأ الفراغ؟

نعم، ملأت الدولة الفراغ وجنبت البلاد الفوضى وهو واقع يصرخ وضوحاً ولا يحتاج إثباتاً، أما ما نراه من محاولات خلق الفوضى فيتم حصراً ممن يهدفون لإضعاف الدولة وهو ما تقوم الدولة على علاجه بصبر وحكمة، كما أنها أنهت المشروع الإيراني في المنطقة وهو الذي كان إلى جانب إسرائيل يمثل برميل البارود الذي فجر المنطقة طائفياً بالتعاون مع النظام البائد.

– حدثني  عن طبيعة الدور التركي والأمريكي والإسرائيلي في سوريا في المرحلة المقبلة، حيث يمكن أن تؤدي تدخلاتهم إلى تغييرات جذرية في التوازنات الإقليمية؟

التركي والسعودي حلفاء استراتيجيون لسوريا الحرة الجديدة، وقد بدأ ترامب برسم معالم تحالف استراتيجي جديد لحلفاء  أمريكا في المنطقة محوره التركي والسعودي وقلبه سوريا، محور مواز للتحالف الأمريكي مع إسرائيل التي كانت هي الحليف الوحيد في المنطقة، وهو ما يشعر إسرائيل بالخطر والتهديد لدورها الوظيفي، من ناحية أخرى إسرائيل يقودها تيار توراتي يهودي متطرف جاء به مجتمع باتت تسيطر عليه نزعة التطرف نتيجة عنجهية القوة التي تمارسها دون أي رادع دولي، وعندما تواجه خطراً يقفز الأمريكي والأوروبي لتقديم الدعم العسكري والسياسي المفتوح الذي بدونه لانهارت إسرائيل في حرب غزة فقط خلال أشهر مقابل تخبط عربي وتركي كامل غير مبرر .. أما عن دور سوريا فعبرها يتم اليوم رسم مستقبل المنطقة بل والعلاقات العالمية لأن المنطقة كلها وعبر التاريخ هي قلب العالم وتغييراته. ومن هنا نرى الدور التخريبي الذي تلعبه إسرائيل في سوريا إدراكاً منها أن نهاية المشروع الصهيوني يبدأ من سوريا الحرة، لذلك تسعى إلى تقويض النظام الحالي ووحدة سوريا، ووسيلتها أدوات محلية لا تدرك أن إضعاف النظام الحالي في سوريا أو حتى إضعاف السلطة المركزية تحت إسم الفيدرالية إنما فيه كوارث على هذه الأدوات قبل النظام الحالي ومؤيديه.

– هل انتهى عصر إنتاج الكبتاغون في سوريا وزال خطر وصوله إلى الدول المجاورة؟

نعم، لكنه سيعود إن تم إضعاف النظام الحالي، وأدواته هم نفس من يستدعون إسرائيل والخارج بهدف تقسيم سوريا.

آخر الأخبار
"أطباء بلا حدود": نوسّع تدخلاتنا في سوريا استجابة لاحتياجات متزايدة  حصرية: الاستثمارات السعودية ستنعكس مباشرة على سعر الصرف  ماكرون يبحث مع الرئيس الشرع ملف الجنوب ويشدد على استئناف الحوار بين الحكومة و"قسد"  وزير الداخلية يبحث مع المحافظين سبل تعزيز الأمن والاستقرار في ظل التحديات الراهنة اتفاق سوري سعودي لتأهيل الكوادر وتحديث قطاع الإسمنت في سوريا دمشق تؤكد انعقاد لقاء سوري – إسرائيلي في باريس بوساطة أميركية لبحث التصعيد جنوب سوريا مشاركون في "روميكس وكيم أكسبو وسيريا بلاست": تحويل الأموال والدعم اللوجستي تحديات القطاع الصناعي سوريا.. من الاعتماد على المساعدات إلى انتعاش يقوده الاستثمار متابعة واقع المهجرين في مركز إيواء جباب "كن عونا "  و "المعرفة للتنمية" تقدمان خدمات متعددة لمهجري السويداء مفردة الكهرباء مبهمة وغائبة عن قدسيا والهامة.. أهالٍ  لـ"الثورة": لم نلمس أي تحسن حتى اليوم الأمم المتحدة: نزوح 176 ألف شخص من جنوب سوريا والوضع الإنساني "بالغ السوء" السلم الأهلي الطريق الوحيد لبناء سوريا قوية وصمام الأمان للمجتمع   "صحة درعا" تحذّر من التعرض لأشعة الشمس   صندوق الأمم المتحدة للسكان: كارثة إنسانية على الأمهات والولادات بقطاع غزة  العمل من المنزل بين الراحة المأمولة والعبء الخفي.. قراءة في الفرص والتحديات  فواز تللو لـ "الثورة": مساحة مفتوحة للحريات والعمل السياسي والتعبير عن الرأي  تأهيل آبار وإزالة تعديات على خطوط مياه الشرب في درعا   وزير المالية: منحة سعودية تصل إلى 60 بالمئة ضمن تمويلات الصندوق للتنمية في سوريا  تمديد ساعات عمل باصات النقل الداخلي في اللاذقية