الثورة – ثورة زينية:
لايزال التقنين غير العادل للتيار الكهربائي يثير العديد من التساؤلات لدى المواطنين في عدد من مناطق ريف دمشق، ورغم الشكاوى المتكررة من المواطنين في مناطق قدسيا، والهامة، وجمرايا، من عدم وجود عدالة بالتقنين مقارنة بمناطق قرى الشام، والديماس، وقرى وادي بردى، المحاذية لها.
لم تلق الجهات المعنية في مديرية كهرباء ريف دمشق بالاً لتلك الشكاوى، واستمر التقنين كما كان عليه قبل التحرير ساعة وصل مقابل 5 ساعات قطع، في حين تصل ساعات الوصل في المناطق المجاورة لتلك المناطق المذكورة إلى 4 ساعات وصل في الأيام العادية، وإلى أكثر من 6 ساعات في أيام الجمعة والسبت.
أزمة الكهرباء الخانقة جعلت مفردة الكهرباء مفردة مبهمة وغائبة حتى اليوم، وبرغم كل الوعود عن قاموس السكان في المناطق المذكورة آنفا لندرة تواجدها.
ساعات تقنين طويلة
يقول رضوان البوشي- صاحب محل لبيع لحم الفروج: لقد اضطررت إلى إغلاق محلي وأفكر في تغيير مصلحة بيع اللحم، فالمال الذي أدفعه مقابل وصل الأمبيرات يجعلني أتكبد خسائر كبيرة نتيجة لسرعة فساد اللحم، وحاجته إلى تبريد مستمر، ولاسيما في هذه الظروف المناخية الصعبة والتي تتعدى فيها درجات الحرارة الأربعين درجة مئوية.
مضيفاً: الكثير من أصحاب محال بيع الأجبان والألبان واللحوم بدلوا إلى بيع الخضار والفواكه ومواد المنظفات المنزلية نتيجة للتقنين الطويل في منطقة قدسيا.
استبشرنا خيراً ولكن !!
ويضيف البوشي: من المستغرب بقاء التقنين في قدسيا والهامة وجمرايا على الحال الذي كان عليه قبل التحرير، وكنا نستبشر خيراً بعد التصريحات المستمرة للمعنيين في قطاع الكهرباء بأن ساعات التقنين ستنخفض وتتحس ساعات الوصل اليومية، لكن ما نراه اليوم من عدم وجود عدالة في التقنين بين مناطق الريف، ولانريد المقارنة بالمدينة التي لاتبعد عن قدسيا أكثر من ثمانية كيلومترات والتي تصل فيها ساعات الوصل إلى 7ساعات.
وتسترسل ربيعة الحافظ، وهي مدرسة، تقطن في منطقة الهامة، في الحديث عن معاناتها اليومية مع طول فترات التقنين الكهربائي، خاصة في هذا الطقس الحار ونقص المياه قائلة: أقطن مع عائلتي في الطابق السادس ونتيجة لانقطاع التيار الكهربائي لفترات طويلة فمعاناتنا تزداد مع نقص المياه التي لاتصل إلى الطابق السادس، إلا بوجود محرك يعمل على الكهرباء، الأمر الذي يجعل وصول الماء محدوداً إلى الطوابق العليا، فأصبحت المعاناة مضاعفة مع نقص المياة وغياب الكهرباء.
روان الفقير، طالبة بكالوريا، أكدت أنها كثيراً ماتكون غير قادرة على الدراسة في هذا الطقس الحار نتيجة للغياب الكبير للكهرباء في منطقة الهامة مع عدم إمكانية أسرتها على الاشتراك بالأمبيرات، الأمر الذي قد يؤثر على نتائجها النهائية في الامتحانات العامة.
لا استجابة..
ليست المرة الأولى التي نتناول فيها هذا الموضوع، لكن يبدو أن الجهات المعنية في الكهرباء صنعت لها “أذناً من طين وأخرى من عجين” بعدم تجاوبها بالرد على مناشدات المواطنين بتحقيق العدالة في التقنين بين المناطق في محافظة ريف دمشق.