الثورة – عبير علي:
“قلعة حلب”.. لوحة جدارية كبيرة من بذور الزيتون بطول خمسة أمتار تقريباً، هي آخر ما جسده الفنان المبدع يسار الحبش ضمن متحف “بيت التراث للإبداع” الخاص به، والذي يضم لوحات جدارية كبيرة من الخشب المحروق وبذور الزيتون تمثل التراث والتاريخ السوري بتكنيك خاص وألوان طبيعية.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة بيّن الفنان الحبش أن مجسم قلعة حلب هو لوحة فنية ثلاثية الأبعاد بطول270 سم، وعرض 480 سم، ومقسمة إلى أربعة أجزاء، وفيها حافر ونافر لتعطينا جمالية عن بعد، ومن يشاهدها يشعر أنه أمام البناء الأثري للقلعة. وأما المواد التي صنعت بها فهي بذور الزيتون الطبيعي فقط، وعلى الرغم من أن العمل احتاج جهداً وتعباً ودقة وإتقاناً، إلا أنه يرى أن جمالية العمل تكمن بصعوبته وتعقيده، ليكون لنجاحه إحساسه الخاص.
وعن سبب اختياره بذور الزيتون، قال: “شجرة الزيتون مباركة وهي رمز الصمود والمحبة والسلام ،وجاء ذكرها في القرآن الكريم، وتعمر لمئات السنين وتزداد قيمتها وجودة منتجاتها بازدياد عمرها، وقد بلغ عدد حبات الزيتون المستعملة في اللوحة 143 ألف حبة، وألوانها11 لوناً بشكل تدريجي وطبيعي، يبدأ من الأبيض لينتهي بالأسود”. وأكد أنه يأتي بالبذور من معاصر الزيتون، في الموسم الذي يمتد ما يقارب الشهرين، وفي كل مرحلة من الموسم يصبح لون البذور مختلفاً، وبعد الغسيل والتجفيف والفرز حسب الحجم تصبح قابلة للعمل.وعن طريقة العمل أوضح الفنان حبش أنه يتم تثبيت البذور بعد رسم الخطوط العريضة مع التفاصيل بشكل منتظم، مع الانتباه إلى أن لكل لون مكانه المناسب في اللوحة، وتوضع البذور كبيرة الحجم في المساحات الكبيرة، والوسطى في المساحات الأقل وأما الصغيرة فتوضع في المنحنيات كي تكسر المنظور في اللوحة.
وعن سبب اختياره قلعة حلب لتجسيدها، أشار إلى أنها أهم وأقدم القلاع في التاريخ، ومازالت تدل على صمودها وشموخها، وقد أدرجتها اليونسكو على لائحة التراث العالمي عام 1986.وقد جسد ببذور الزيتون من قبل لوحات “الحصان، قوس النصر لمدينة تدمر الأثرية، مدرج وقلعة بصرى الشام”. ويسعى إلى تنفيذ معلم أثري من كل محافظة وجمعها في متحفه ليكون حاضرة فنية للأجيال القادمة.