الثورة – خديجة ونوس:
رغم أن الريشة الطائرة تعد من الألعاب الفردية التي تحمل الكثير من المتعة والسرعة والإثارة، إلا أن واقعها في سوريا لا يعكس هذه الصورة المشرقة، فبين غياب التجهيزات، وتوقف المنتخبات عن التدريب والمشاركات الخارجية، تجد اللعبة نفسها أمام تحديات صعبة تهدد استمرارها، ومن قلب هذا المشهد، تخرج رئيسة اتحاد الريشة الطائرة، وعضو الاتحاد الآسيوي خلود بيطار، لتقر بالواقع الصعب، وتكشف بصراحة ما تعانيه اللعبة، واضعة خطة إنقاذ، تسعى من خلالها إلى إعادة الحياة إلى ملاعب الريشة من جديد.

التدريب متوقف؟!
البيطار لم تُخفِ استياءها من وضع اللعبة، فأشارت بصراحة إلى أن المنتخبات الوطنية لم تدخل قاعات التدريب منذ بداية العام، ولم تسجَّل أي مشاركة خارجية حتى الآن، باستثناء بطولة غرب آسيا التي لا تزال بانتظار الموافقة، وعلى حدّ قولها: “بينما نرى ألعاباً أخرى لا تكاد تغادر الطائرة، تبقى الريشة الطائرة في حالة جمود مؤلم.”
المشاكل لا تقف عند حدود التدريب والمشاركات، بل تتعداها إلى أبسط مقومات اللعبة، فالتجهيزات شبه معدومة، وحتى المعدات التي قدّمها الاتحاد الآسيوي – أكثر من (16) كرتونة كاملة – سُرقت، إضافة إلى ضياع الأدوات الموجودة في غرف الفيحاء.
عمل جاد
لكن رغم هذه الصعوبات، تؤكد البيطار أنها لن تستسلم، فهي تعمل حالياً من خلال موقعها في الاتحاد الآسيوي على دعوة الاتحاد الدولي للاجتماع، وطلب منحة جديدة لتأمين التجهيزات المفقودة.
أما عن خطوات الإنقاذ القريبة، فتوضح أن
السعي قائم لتأمين مراكز تدريبية مأجورة كحل مؤقت، بانتظار إقرار الاستقلال المالي لكل اتحاد رياضي، وتنظيم أنشطة ومشاركات حسب الإمكانات المالية التي ستُمنح للاتحاد، ومتابعة عملية انتقاء المنتخبات الوطنية بعيداً عن المصالح الشخصية، بعد أن كشفت الاختبارات الأخيرة بعض التجاوزات، التركيز على تفعيل المراكز التدريبية، ودعم المدربين بمبالغ مالية كافية لضمان استمرار النشاط،
إعادة إحياء اللعبة في الأندية، مع الإشارة إلى أن نادي الشرطة هو الوحيد حالياً الذي يمارس اللعبة بشكل فعلي.
وفي ختام حديثها، تختصر خلود البيطار المشهد بعبارة تلخص حجم التحديات التي تواجهها: “ما أسهل الكلام وما أصعب العمل.” الريشة الطائرة تلك اللعبة السريعة والشيقة، تعيش اليوم واحداً من أصعب فصولها في سوريا، فرغم تاريخها الطويل ومحاولات النهوض بها إلا أن واقعها الحالي لايسر عشاقها.