الثورة – جهاد اصطيف:
مع بداية شهر تشرين الأول من كل عام، والذي بات يعرف عالمياً بـ” الشهر الوردي”، تشهد مختلف دول العالم حملات توعية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، باعتباره أكثر أنواع السرطان شيوعاً بين النساء، وفي هذا الإطار، أطلقت مديرية الصحة في حلب – دائرة برنامج الصحة العامة – اليوم الأربعاء، الحملة الوطنية للكشف المبكر عن سرطان الثدي، في خطوة لاقت حضوراً رسمياً وشعبياً واسعاً، ورسالة مفادها أن حماية صحة المرأة هي حماية للأسرة والمجتمع بأسره.
الحملة، التي تستمر حتى الحادي والثلاثين من تشرين الأول 2025، تنفذ عبر شبكة واسعة من المراكز الصحية المنتشرة في أحياء المدينة وريفها، إضافة إلى عيادات متنقلة مجهزة، فضلاً عن أنشطة توعوية في المساجد والمراكز الاجتماعية، وتوزيع مطبوعات تثقيفية تستهدف مختلف الفئات العمرية من النساء .
مشاركة واسعة
جرى حفل الإطلاق في مركز الكشف المبكر عن سرطان الثدي بحي الشهباء الجديدة، بحضور معاون محافظ حلب للشؤون الصحية الدكتور بركات اليوسف، ومدير صحة حلب الدكتور محمد وجيه جمعة، وممثلين عن منظمات دولية ومحلية، وعدد من الأطباء الاختصاصيين، إلى جانب كوادر نسائية متخصصة في التثقيف الصحي، ومجموعة من المتطوعين.
خط الدفاع الأول
في كلمته خلال الحفل، شدد مدير صحة حلب الدكتور محمد وجيه جمعة، على أن هذه الحملة تأتي ضمن جهود متواصلة للتصدي لسرطان الثدي، موضحاً أن الكشف المبكر هو خط الدفاع الأول الذي يمنح المرأة المزيد من الأمل والحياة.
وأضاف جمعة أن الحملة ليست حدثاً عابراً بل امتداد لبرامج سنوية تهدف إلى ترسيخ ثقافة الفحص المبكر لدى المجتمع، وتحديداً لدى النساء، وأوضح أن الاستراتيجية تقوم على مرحلتين أساسيتين، أولها رفع الوعي باعتباره الخطوة الأهم والأكثر تأثيراً في مواجهة المرض، وثانيها التشخيص المبكر عبر أدوات متدرجة تبدأ من الفحص الذاتي، مروراً بالفحص السريري، وصولاً إلى التصوير الشعاعي (الماموغراف).
وأكد جمعة أن مديرية الصحة في حلب تقدم هذه الخدمات مجاناً في جميع مراكزها الصحية، مبيناً أن الحملة تغطي كامل المحافظة، مدينةً وريفاً، لضمان وصول الخدمات إلى كل امرأة، حيث خصصت المديرية عيادات متنقلة مزودة بأجهزة الماموغراف لتأمين التغطية للمناطق النائية، بما يضمن العدالة في الحصول على التشخيص.
الفحوصات والخدمات الصحية
بدورها، أوضحت رئيس دائرة الصحة الإنجابية في مديرية صحة حلب الدكتورة مروة مزنوق، أن الحملة تشمل إجراء فحوصات متنوعة، تبدأ بالفحص السريري للنساء اللواتي تجاوزن سن العشرين في عيادات الصحة الإنجابية، مع إحالة النساء اللواتي تتجاوز أعمارهن الأربعين عاماً إلى تصوير الثدي الشعاعي (الماموغراف)، إضافة إلى إمكانية إجراء فحوصات بالأمواج فوق الصوتية (الإيكو) عند الحاجة للتمييز بين الآفات النسيجية والكيسية.
وبينت مزنوق أن هذه الخدمات متوفرة في مراكز متعددة من بينها، مركز العناية بصحة الثدي في الشهباء الجديدة، ومشفى دار التوليد الحكومي، ومشفى الشيخ زايد – دوار الموت، ومركز صلاح الدين الصحي، ومركز الجمعية السورية للسرطان، وعيادات الأمل المتنقلة.
وأضافت: إن الهدف الأهم يكمن في تعزيز الوعي المجتمعي بأهمية الفحص المبكر، وتعليم النساء طريقة الفحص الذاتي لاكتشاف أي تغيرات في الثدي، بما يتيح التدخل المبكر وإنقاذ الأرواح.
النساء أول المستفيدين
الحملة لم تقتصر على الكلمات الرسمية، بل انعكست آثارها منذ اللحظة الأولى على المستفيدات اللواتي حضرن إلى المراكز الصحية.
فقد عبرت صباح. ب، القادمة من ريف حلب الجنوبي، عن ارتياحها الشديد، مؤكدة أنها علمت بالحملة عبر وسائل التواصل الاجتماعي، فسارعت للحضور. وقالت: استقبلنا الفريق الطبي بحفاوة، ووجدنا خدمات متميزة بالمجان، نتمنى أن تعمم مثل هذه المراكز في المناطق النائية لتسهيل وصول الخدمات الطبية لجميع المواطنين، مضيفة أن هذه المبادرة تعطي النساء شعوراً بالأمان والثقة.
من جانبها، أوضحت آمال. ا أنها عانت مؤخراً من إرهاق واضطرابات صحية، لكنها لم تتمكن من إجراء الفحوصات بسبب ارتفاع تكاليفها. وأضافت : فور سماعي بالحملة، حضرت لإجراء الفحوصات مجاناً، أشكر مديرية الصحة والقائمين على المركز على حسن استقبالهم ورعايتهم، لقد أزالوا عني عبئاً ثقيلاً كان يؤرقني، مؤكدة أن مثل هذه الحملات تسهم في إنقاذ حياة الكثير من النساء.
الصحة وقاية
الحملة التي تستمر طوال تشرين الأول تحولت منذ يومها الأول إلى حدث بارز في حلب، جمع بين الجهد الرسمي والتطوعي، وأكد على قيمة الوقاية كأولوية قبل العلاج، وفي ختام فعاليات الإطلاق، وجه مدير صحة حلب نداءً مؤثراً قال فيه : ندعو كل امرأة في حلب، مهما كان عمرها أو وضعها، إلى التوجه إلى أقرب مركز صحي أو الاستفادة من الفرق الجوالة.
صحتكِ أمانة في أعناقنا، بهذه الكلمات اختتمت الفعالية، ليبقى صدى الحملة ممتداً طيلة الشهر الوردي، ويترسخ في أذهان المجتمع أن صحة المرأة ليست شأناً فردياً، بل تهم المجتمع برمته.