الثورة – راما نسريني:
بهدف تطوير القطاع الطبي وتحسين الخدمات، وبحضور وزير الصحة الدكتور مصعب العلي، وفي إطار اتفاق العمل المشترك الذي تم توقيعه منذ شهرين، بين الجمعية الطبية السورية الألمانية “سيجما” ومؤسسة الرواد للتعاون والتنمية، مع وزارة الصحة ممثلةً بمدير صحة حلب الدكتور محمد وجيه جمعة، وتحت شعار اليوم العلمي لاختصاص القلبية، انطلقت اليوم من مستشفى ابن رشد في حلب فعالية شملت ورشات عمل متخصصة, وجلسات تبادل خبرات بين الأطباء, إضافةً لإجراء عمليات قثطرة قلبية في المستشفى.
500 عملية قثطرة
في حديثه لـ الثورة، أكد رئيس الاستشاريين بمستشفى “الباك كلينك” في برلين وعضو الجمعية السورية الألمانية “سيجما” الدكتور حسام مصطفى، خلال الملتقى العلمي اليوم المقام في قسم القلبية بمستشفى ابن رشد في حلب، والذي بدأ باجتماع مع الأطباء المقيمين والأخصائيين بحضور إدارة المستشفى، أنه تم تبادل الآراء حول كيفية تطوير قسم الجراحة القلبية في المستشفى، إضافة لمناقشة خطط الأسابيع القادمة حول الأطباء القادمين من ألمانيا لإجراء عمليات جراحة قلبية، تشمل عمليات زراعة بطارية قلبية وغيرها، بالتعاون مع الأطباء في المستشفى.
وفيما يخص الخطط المستقبلية، أشاد د. مصطفى بالاجتماع واصفاً إياه بـ المثمر جداً، إذ تمت مناقشة المشروع الجديد الذي يتضمن دعم 500 حالة قثطرة قلبية وبطاريات قلبية بدعم من مؤسسة الرواد للتنمية، كما تمت مناقشة المؤتمر الدولي لأمراض القلب، المخطط له مطلع العام القادم بمشاركة أطباء من دول أوروبية وأميركا إضافة لأطباء من الداخل السوري.
وبحسب د. مصطفى، فإن الجمعية تعمل في كل المحافظات وبعدة اختصاصات أيضاً، أما فيما يخص مشروع الـ 500 حالة فإن الجمعية تعمل على تأمين الحالات المقيمة في المدن التي لا تحوي مخابر متخصصة بالقثطرة، وذلك عبر نقلها لمدن أخرى، تستطيع الجمعية من خلالها تقديم الخدمات اللازمة بهذا الخصوص.

عمليات مجانية بالكامل
في سياق ذلك، كشف مدير مستشفى حلب لأمراض وجراحة القلب الدكتور علاء الدين بري في حديثه لـ”الثورة”، تفاصيل الحملة مشيراً إلى أنها بدأت بعد التحرير، عبر مجموعة أطباء سوريين مقيمين في ألمانيا من جمعية “سيجما”، وبالتعاون مع مؤسسة الرواد الخيرية وهي جمعية خيرية تتكفل بالمواد اللازمة للعمليات المقررة، والتي من المخطط أن تشمل 500 حالة جراحة قلبية ما بين شبكات وبطاريات قلبية، لافتاً إلى أن العدد قابل للزيادة في السنوات المقبلة، وأن العمليات مجانية بالكامل.
وعند سؤالنا حول كيفية اختيار الحالات التي تخضع للعمليات في إطار المشروع أجاب: “الحالات يتم اختيارها عبر التواصل من قبل المرضى مع الجمعية عبر رابط تسجيل، أو عن طريق المستشفى لكونه أكبر مستشفى قلب بحلب، وبدورنا نقوم بتسجيل الأسماء التي تحتاج لعمليات قثطرة.
وأضاف: “نعقد اجتماعات دورية كل أسبوعين أو ثلاثة، ونجتمع مع أعضاء من الجمعية لتحديد الحالات التي ستخضع للعمل الجراحي، وحتى الآن تم إجراء 150 عملية، ومن المخطط أن يرتفع العدد لـ 500 حالة حتى نهاية العام”.
وتعد الزيادة في أعداد المرضى واقعاًَ مستمراً، لذا لا تقتصر خدمات المستشفى اليوم على مدينة حلب فحسب، بل هناك عدد كبير من مرضى الأرياف ممن هم بحاجة لعمليات قلب، وقد قاموا بالتسجيل عبر رابط الجمعية في وقت سابق، والآن يخضعون لتلك العمليات في المستشفى أيضاً.
على أرض الواقع
وخلال تغطية الثورة لمجريات الملتقى، أشرف الدكتور حسام مصطفى على عملية قثطرة قلبية، قام بها الأطباء في مستشفى ابن رشد للمواطنة غزالة حموش المدرجة ضمن حالات الحملة، وقد أوضحت مرافقتها أميرة حموش في حديثها لـ”الثورة”، أن نتائج عملية القثطرة اليوم ستحدد ما تحتاجه المريضة من عمليات جراحية أخرى، كتركيب شبكة وما شابه والتي تأمل أميرة أن تتكفل بها الجمعية ضمن العمليات المجانية المقررة في الخطة.
وأضافت: “حصلنا على دور عن طريق التسجيل لدى إدارة المستشفى وانتظرنا ما يقارب الـ 15 يوماً، حتى تحدد موعد العملية”، معبرةً عن امتنانها الكبير للحملة والأطباء المشرفين عليها.
اليوم، وفي خطوات عملية واضحة، تتضافر الجهود بين الجمعيات الخيرية ومبادرات أبناء الجالية السورية في ألمانيا، وذلك عبر الخبرات المكتسبة من الخارج، لرفع مستوى الخدمات المقدمة للمرضى في المستشفيات الحكومية، وتحسين القطاع الطبي.