الثورة – سيرين المصطفى:
يُعد الاهتمام بالسيدة الحامل أمراً بالغ الأهمية، خاصة أننا في هذه الحالة لا نهتم بشخص واحد فحسب، بل بشخصين في جسد واحد، فالحمل فترة طويلة نوعاً ما تمتد لتسعة أشهر، وتتطلب عناية وراحة واهتماماً، إذ يتم الحفاظ على صحة الأم الحامل وفي الوقت نفسه الحفاظ على صحة الجنين.
وتؤكد الدراسات العلمية أن الاهتمام لا يقتصر على الصحة الجسدية فقط، بل يشمل أيضاً الحالة النفسية، إذ تؤثر الحالة النفسية على السيدة الحامل وعلى صحة الجنين أيضاً. لذلك، يفرض ذلك على الزوج والأشخاص المحيطين بالسيدة الحامل أن يعتنوا بها، ويبعدوا عنها مصادر التوتر والضغوط، وكل ما قد يضر بصحتها النفسية.
وفي تصريح خاص لصحيفة الثورة، أكدت الدكتورة دانية معتصم حمدوش، العاملة في مشفى الرازي بمدينة الدانا وضمن عيادة خاصة، أن اهتمام المرأة بصحتها خلال الحمل ضروري لضمان سلامتها وسلامة جنينها، فالحمل يضع الجسم في حالة حساسة تتطلب تغذية متوازنة، وراحة جسدية، ومتابعة طبية دقيقة.
وأضافت: إن اهتمام الآخرين بها يعزز شعورها بالأمان والدعم، ويقلل من التوتر والقلق، ما ينعكس إيجاباً على صحتها النفسية والجسدية، وبالتالي على نمو الجنين واستقرار الحمل.
وتابعت حمدوش أنه في الشهور الأولى تحتاج الحامل إلى الراحة، وتناول تغذية غنية بحمض الفوليك، والمتابعة الطبية لتثبيت الحمل.
أما في الشهور الوسطى، فيجب عليها الحفاظ على نشاط بدني خفيف، والتوازن الغذائي، وتجنب الضغوط النفسية.
وفي الشهور الأخيرة، تحتاج الحامل إلى الاستعداد النفسي للولادة، والحصول على الراحة التامة والدعم العاطفي من الزوج والأسرة، إضافة إلى مراقبة وضع الجنين ووضعية الولادة.
وأشارت الدكتورة دانية إلى أن الأجواء النفسية المريحة تُسهم في استقرار الحالة الهرمونية، وتقلل من إفراز هرمونات التوتر مثل الكورتيزول، ما يقلل من خطر ارتفاع ضغط الدم أو الولادة المبكرة.
كما تساعد هذه الأجواء على تحسين نوم الحامل وشهيتها، وتُعدها نفسياً لاستقبال الطفل، وتُعزز إفراز هرمون الأوكسيتوسين الذي يسهم في تسهيل الولادة الطبيعية.
ونوهت بأن الصحة النفسية تنعكس مباشرة على صحة الجنين، فالتوتر والقلق المزمن يؤديان إلى إفراز هرمونات تنتقل عبر المشيمة، وقد تؤثر على نمو دماغ الجنين وجهازه العصبي.
في المقابل، فإن الحالة النفسية المستقرة تُعزز النمو الطبيعي للجنين وتقلل من خطر المضاعفات.
وفي ختام حديثها، تؤكد الطبيبة أن المشاعر السلبية مثل الخوف والقلق الزائد تؤثر على الحامل من خلال اضطرابات النوم وفقدان الشهية وزيادة خطر الإصابة بسكري الحمل أو ارتفاع ضغط الدم.
أما بالنسبة للجنين، فقد تؤدي هذه المشاعر إلى تأخر النمو داخل الرحم وانخفاض الوزن عند الولادة.