الثورة – فؤاد الوادي:
يواصل الاحتلال الإسرائيلي مجازره في قطاع غزة لليوم 726، إذ شهد القطاع اليوم قصفاً مكثفاً أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين، في محاولة “لإسرائيل” للضغط على حماس للقبول بخطة إنهاء الحرب التي طرحها الرئيس الأميركي دونالد ترامب أمس الأول.
وقالت وكالة “وفا ” الفلسطينية: إن قوات الاحتلال شنت اليوم سلسلة غارات إسرائيلية استهدفت حي الدرج شرق مدينة غزة، ومدرسة الفلاح التي تُؤوي نازحين في حي الزيتون جنوب شرق المدينة، ما أدى إلى استشهاد وإصابة عشرات الفلسطينيين..
إلى ذلك، أظهرت حصيلة وزارة الصحة الفلسطينية أن شهر أيلول/سبتمبر 2025 وحده شهد ارتقاء 2106 شهداء في قطاع غزة، توزعوا على النحو الآتي: شمال القطاع: 1382 شهيداً، وسط القطاع: 347 شهيداً، جنوب القطاع: 377 شهيداً.
في غضون ذلك، قالت مصادر إعلامية، إن مسؤولين من قطر ومصر وتركيا عقدوا اجتماعاً مع وفد حركة المقاومة الإسلامية (حماس) المفاوض لبحث خطة ترامب لإنهاء الحرب في غزة، وسط ترقب رد الحركة على الخطة.
على صعيد آخر، قال أسطول الصمود العالمي المتوجه إلى غزة: إنه دخل المنطقة العالية المخاطر التي تعرضت فيها أساطيل سابقة لهجوم إسرائيلي، وإن نشاط الطائرات المسيرة يزداد فوق سفن الأسطول.
وأثارت خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب، بشأن إنهاء الحرب على غزة، التي كشف عنها مساء الإثنين، حالة من الجدل والانقسام داخل “إسرائيل”، إذ تراوحت المواقف بين قبول مشروط وتحفّظات وانتقادات شديدة اللهجة لرئيس الحكومة بنيامين نتنياهو، المطلوب لمحكمة الجنايات الدولية بتهمة ارتكاب جرائم حرب.
فبينما رأت بعض الأوساط السياسية أن الخطة تمثل فرصة عملية لتسريع تحرير جميع الأسرى الإسرائيليين لدى المقاومة الفلسطينية دفعة واحدة، شنّ وزراء وشخصيات من اليمين المتطرف، وعلى رأسهم إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريتش، هجوماً قاسياً عليها، واصفين موافقة نتنياهو بأنها “كارثية” واعتبراها إبقاءً لإسرائيل “رهينة بيد حركة حماس”.
وعلى الرغم من التحفظات، أبدت قوى المعارضة في إسرائيل انفتاحاً على الخطة الأميركية، ورأت فيها فرصة عملية لتأمين الإفراج عن المحتجزين دفعة واحدة.
ومع ذلك، لم يخل الموقف من القلق “إزاء بقاء “إسرائيل” تحت ضغط شروط حركة حماس”، وانتقد بعض رموز المعارضة من اليمين، مثل نفتالي بينيت وأفيغدور ليبرمان، نهج حكومة نتنياهو وفشلها في تحقيق أهداف الحرب، وكذلك الإخفاق في منع “طوفان الأقصى”.
ورحب بينيت -الذي ينافس نتنياهو على منصب رئاسة الوزراء- بخطة ترامب، واعتبرها خطوة صعبة لكنها ضرورية. وكتب على شبكة “إكس” أن “الحكومة الإسرائيلية فشلت في التوصل إلى اتفاق مع حماس بشأن الإفراج عن الأسرى الإسرائيليين”، وأن “الثمن الذي دُفع وسيُدفع من أرواح بشرية لا يُطاق”.
وانتقد المحلل السياسي رافيف دروكر من القناة 13 الإسرائيلية، خطة ترامب لإنهاء الحرب على غزة، وقال: إنها وثيقة “هواة وشعوذة” وليست خطة عملية، بل مجموعة من الرؤى المرغوبة بعيدة المنال.
ويعتبر دروكر أن الأجزاء العملية من الوثيقة غريبة وغير محددة، إذ لم يتم تحديد الخطوط التي ستنسحب إليها إسرائيل في كل مرحلة، ولا الجدول الزمني لتنفيذ الخطة، كما لم توضح موعد دخول القوة الدولية التي يفترض أن تشكلها الولايات المتحدة والدول العربية إلى غزة، أو من سيرسل الجنود وصلاحياتهم.
حتى الجزء المتعلق بنزع سلاح حماس الهجومي، يقول دروكر: إنه “يفتقد للتفاصيل العملية”، مثل كيفية التنفيذ ومن سيكون المشرف، ومن سيدخل الأنفاق، ولا سيما مع منح السلطة الفلسطينية دوراً في إدارة غزة فقط بعد تنفيذ إصلاحات لم يتم تحديدها بدقة.
ويشير المحلل إلى أن التحدي الأكبر هو موافقة حماس على التخلي عن أصولها قبل انسحاب الجيش الإسرائيلي، وهو التزام يشكك في إمكانية تنفيذه.
وإذا رفضت حماس، ستنقل إسرائيل المناطق “الخالية من الإرهاب” إلى القوة الدولية، لكن يظل السؤال عن جاهزية الدول لإرسال قواتها ووجود مناطق آمنة بالفعل في قطاع غزة.