الثورة – ميساء العلي
تأتي مشاركة سوريا في مبادرة مستقبل الاستثمار 2025 لتؤكد أن عملية الإعمار، لم تعد مجرد خطّة على الورق، بل أصبحت حركة واقعية جارية.
ففي النسخة التاسعة لهذا المؤتمر الدولي تحاول سوريا الجديدة الاستفادة، من تواجد كبرى الشركات الاستثمارية والمؤسسات الاقتصادية العالمية لتحويل الرؤى الطموحة، إلى واقع ملموس.
بالتأكيد فإن مشاركة سوريا استثنائية كونها تركز على الإطلاع أيضاً على النموذج السعودي الرائد في تحقيق التنمية الاقتصادية.
محاور وعناوين تغطي مختلف الجوانب السياسية والاقتصادية والتنموية في مبادرة مستقبل الاستثمار (FII) في الرياض 2025، ومنها محور الإعمار والتحول الرقمي كمحرك للنمو المستدام.
أولوية وطنية
يقول المحلل الاقتصادي أحمد عثمان: يأتي التركيز على التوجه نحو الإعمار والتحول الرقمي للمشاريع المتعلقة بالطاقة المتجددة، والتنمية المستدامة كأولوية وطنية من خلال كيفية إدماج التقنيات الحديثة في كيفية إدماج التقنيات الحديثة في مشروعات الإعمار، مثل الذكاء الاصطناعي، إنترنت الأشياء، والطاقة النظيفة” .
وأضاف عثمان في حديثه لـ”الثورة”: أن المرحلة القادمة للاقتصاد السوري، تتطلب دمج عملية الإعمار مع التحول الرقمي لتصبح أكثر كفاءة وابتكاراً واستدامة.
اقتصاد مستدام
ويتابع عثمان كلامه بأن رؤية سوريا لمستقبلها تقوم على أسس تحول الإعمار إلى رافعة، للنهوض الاقتصادي والتكنولوجي من خلال دمجها في التنمية وجذب الاستثمارات.
ويرى أن التحول الرقمي والطاقة المتجددة يكملان بعضهما لتحقيق اقتصاد مستدام قائم على المعرفة والإنتاجية، فالتحدي القادم للاقتصاد السوري هو من خلال تأسيس اقتصاد ذكي لاستيعاب متطلبات المرحلة.
وأضاف أن سوريا تسعى إلى خلق بيئة استثمارية جديدة تقوم على الشفافية والتكنولوجيا، الأمر الذي يفتح المجال أمام شراكات ذكيّة بين القطاعين العام والخاص.
التقنيات الحديثة
وقال: إن اعتماد التقنيات الحديثة مثل الذكاء الاصطناعي والانترنت في إعادة الإعمار، يمكن أن يضاعف كفاءة المشاريع، إضافة إلى تقليل الهدر و بالتالي إتاحة إدارة الموارد بشكل أكثر استدامة.
وبين عثمان أن التحول الرقمي يشكّل اليوم بالنسبة لسوريا فرصة لإصلاح الإدارة العامة عبر الأتمتة والحوكمة الإلكترونية، وهذا يخلق بيئة أكثر شفافية ويحدّ من الفساد والبيروقراطية.
وحول التوجه نحو مصادر الطاقة المتجددة، يرى عثمان، أن الاستثمار بالطاقة المتجددة كالشمس والرياح ، في توليد الكهرباء سيعمل على تخفيض كلفة الإنتاج في القطاعات الصناعية والزراعية.
وتابع كلامه بالقول: إنه يمكن أن تتحول سوريا إلى مركز إقليمي للطاقة الخضراء مستفيدة من موقعها الجغرافي.
الجدير بالذكر أن العلاقات الاقتصادية بين السعودية وسوريا تشهد نشاطاً ملحوظاً يرتكز على تشجيع الاستثمارات، في قطاعات مختلفة مثل الطاقة والاتصالات والبنية التحتية والصناعة .
فالتحول الكبير ، في هذه العلاقات كان بعد سقوط النظام المخلوع وعودة العلاقات الدبلوماسية، فقد شهدت العاصمة دمشق خلال شهري تموز وآب حركة اقتصادية سعودية من خلال ملتقى الاستثمار السعودي – السوري، والذي حدد ملامح الشراكة في 12 قطاع اقتصادي وفتح الباب نحو شراكات قوية لمستقبل سوريا .