الثورة – رسام محمد:
يبدأ بناء المستقبل، بلمّ شمل العقول، وبالفعل مدت دمشق يدها، لتقول لأبنائها: “أنتم جزءٌ منّا، وعلمكم منارةٌ لنا”.
وكثمرة لجهود بدأت قبل حوالي عقد، أصدرت وزارة الأشغال العامة والإسكان السورية في 20 من الشهر الحالي قراراً، يقضي باعتماد رابطة المهندسين السوريين في قطر كأولى الروابط الهندسية الرسمية التابعة لنقابة المهندسين السوريين في الخارج، ويعد الحجر الأساس لأول كيان نقابي سوري يولد في المهجر.
وفي تصريح خاص لـ”الثورة”، قال رئيس لجنة العلاقات العامة في رابطة المهندسين السوريين بقطر، الدكتور المهندس أحمد الضحيك: إن هذا القرارهو ثمرة مسيرة حافلة من العمل المنظم والدؤوب الذي بدأته الرابطة منذ تأسيسها في عام2015، ويعكس رؤية وطنية تهدف إلى لم شمل الكفاءات الهندسية السورية في المهجر ودمجها ضمن الإطار النقابي الأم،
وأضاف: إن الرابطة عملت على ترسيخ مكانتها كنموذج للعمل الهندسي المنظم برئاسة الدكتور ياسر الحميدي، وأوضح أن الرابطة تضم اليوم في عضويتها أكثر من 600 مهندس ومهندسة من مختلف الاختصاصات، يشغلون مناصب حيوية في كبرى الشركات والمؤسسات الحكومية والخاصة بدولة قطر، ولهم بصمات في النهضة العمرانية التي تشهدها دولة قطر، فقد أسهموا بفاعلية في تنفيذ مشروعات استراتيجية عملاقة، أبرزها منشآت كأس العالم FIFA قطر 2022، ومشروعات المترو، وشبكات الطرق الحديثة، والمطارات، والفنادق العالمية، وغيرها من الصروح التي تقف شاهدة على كفاءة المهندس السوري وتميزه.
بوابة لإعادة الإعمار
وأكد الضحيك أن هذا القرار يفتح الباب على مصرعيه أمام المهندسين السوريين في المغترب للمساهمة بشكل منظم وفعال في جهود إعادة إعمار سوريا، فهو لا يمثل مجرد اعتراف إداري، بل يشكل بادرة أمل ونقطة انطلاق لربط الخبرات السورية في الخارج بالوطن، وتمكينها من لعب دور محوري في عملية البناء والتنمية المستدامة، كما أن تجربة رابطة المهندسين السوريين في قطر تقدم اليوم إنموذجاً رائداً يؤخذ به لتنظيم عمل الجاليات الهندسية السورية في مختلف أنحاء العالم.
منوهاً بأن الحاجة ماسة أكثر من أي وقت مضى لتوحيد الصفوف ومد جسور التعاون بين كفاءات الداخل والخارج؛ فإعادة إعمار سوريا مشروع عمراني يتطلب تضافر جهود كل أبنائها المخلصين.