الثورة اون لاين – علاء الدين محمد:
شاعر برتبة قائد ومرتبة مجاهد تجاوز في شعره رسم اللوحات الخيالية إلى توصيف لواقع حقيقي عاشه بكل تفاصيله..ساكبا إياه على هيئة نثريات وقصائد وأبيات حملت معاناته وهمومه في كل كلمة وجملة وعلامة ترقيم .
إنه الشاعر كميل أبو حنيش ..
فهو ككل ثائر حر بعيد عن أرضه يعارك ويقاوم من بلاد المغترب فقد أفرغ جانبا كبيرا لحلمه بالعودة ..عودة الأرض (طريق النحل )إلى وطنه فلسطين ..مبرزا آلام الغربة بعيدا عن أحضان وربوع بلاده الحبيبه وما يكابده وإخوانه من ألم و تعب وحنين فيقول :
طريق الهجرة استلقى شقيا
كمفترق الوصول إلى الخراب
من المجهول كم آنست نارا
ركاما عاكسا قلق الروابي
كحل كلمات قصائده وزينها ولونها وألبسها سوارا من الأمل والشوق ومنى النفس باللقاء القريب لكل ذرة تراب وللأقحوان والليمون والجبال والوديان والحلم بإنجلاء سحابة الغربة السوداء ..
يقول:
طال انتظار لم يكن متوهما
هو دوح نصر ساقه العنوان
وعن الشعور الأمرّ والأقسى والأصعب وصف الشاعر تجرع مرارة وقسوة القيد لكل من عانى الأسر من المقاومين والصامدين من أبناء وطنه ..وخط شعره توقا للحرية ..الشعور الأسمى الذي لايضاهيه شعور ولايدانيه إحساس .. حيث يقول :
ياباب سجني لم أطق مفتاحه
بالذل تحكم نسجه الأكفان
حريتي بيدي أصنع جمرها
لتضيء في ظلماتي النيران
لم يتوان لحظة عن اعتبار كل شهيد وكل أسير على أرض القداسة فلسطين جزء كبير من قضيته بل القضية بأكملها ..الشهيد ذاك الشعلة التي تتقد لتضيء الطريق أمام العائدين والصامدين والأجيال القادمة أصحاب القضية المدافعين عن أبسط حقوقهم في العيش فوق تراب أرضهم الطيبة ..الحي الذي يأبى ذكره أن يفارق الألسن ..الباقي أبدا في الذاكره ممهدا الطريق لنصر قادم .
فيقول :
طوبى لعزمك صائلا
نفدي علاه وهو صائل
أجمل بمقدمك الرهيب
وأنت للرايات حامل
من قال أنك راحل
عنا ويزعم أنك راحل
عهدا ستبقى في الصدور
كفرقد في القلب نازل
صدرت المجموعة الشعرية” على شاكلة الفجر”- سجن رامون – عن اتحاد الكتاب العرب بدمشق للكاتب كميل أبو حنيش.