الثورة أون لاين – لميس علي:
في الحلقة الرابعة من عمل (للموت) تم كشف أهم ألغاز حكايته المتمثل بمعرفة الاتفاق السري بين كل من “سحر، ماغي بو غصن” وصديقتها “ريم، دانييلا رحمة”، والمتضمن احتيالاً تسعى الاثنتان لتنفيذه بغية سلب أموال الرجال الميسورين والأغنياء..
لكن تورّط “ريم” بحبّ هدفها هذه المرة، أو بحبّ “الفريسة” على اعتبار أنها وشريكتها “سحر” صائدتان من العيار المحتال بمهارة فريدة من نوعها، تورّطها يقلب موازين اللعبة رأساً على عقب..
وفي الوقت الذي يُفترض فيه أن تتابعا رسم خيوط المصيدة بإحكام حول الهدف “هادي، محمد الأحمد” يصبح همّ الاثنتين أن تقنع كل منهما الأخرى بوجهة نظرها لثنيها عما ترغب بالمضي فيه..
تصبح الحرب قائمة بين الاثنتين، وبدلاً من كونهما في جبهة واحدة تصبحان في جبهتين.. بسبب أن “ريم” نكثت بالاتفاق وأحبّت “هادي” فعلياً، راغبةً بعيش بداية جديدة، بينما “سحر” تمتلك قناعة أن من لها ماضٍ سيئ مثلهما لن تتمكن من بناء حياة جديدة منفصلة عنه.. وبالتالي في حال عرف “هادي” ماضي “ريم” لن يستمر في حبّها..
وبين القناعتين المتناقضتين تسير لعبة (الحرب) بينهما، لتنفلش الحكاية عن أسرار عدة نتعرف إليها تباعاً، لكنها جميعها ليست بمستوى السر/اللغز الأول الذي انبنت عليه مجمل تفاصيل الحكاية المعروضة علينا.
يحاول (للموت)، نص نادين جابر، إخراج فيليب أسمر، وإنتاج “إيجل فيلمز”، قُدّم في رمضان الماضي على منصة شاهد، ويُعرض حالياً على cbm4.. يحاول الخوض بمواضيع شائكة ومتعددة، يتطرق إليها دون أن يغوص بأي منها بعمق..
ويبدو أن الكاتبة جابر فضّلت مقاربة تلك الموضوعات دون الانغماس الزائد فيها كان تلقي ضوءاً على تشرد الأطفال وعمالتهم، الاغتصاب، الفقر، تعاطي المخدرات، وغيرها من مظاهر واقع أسود قدمته على الضد من واقع آخر يحيا فيه أبناء الذوات..
وبين العالمين النقيضين وُجِدت حياة كل من (سحر وريم).. محاوِلتين العوم من ضفة إلى أخرى، من نقيض إلى آخر.
على الرغم من كل العوالم التي يسعى العمل نقلها ومقاربتها عبر حكاية الثنائي (سحر، ريم) معتمداً عنصر التشويق من خلال تقديم أسرار، لكنه لم ينجح بمسك خيوط لعبته بنفس السوية والإيقاع، بمختلف حلقاته، فعنصر المفاجأة تقلّ درجته من اللحظة التي ندرك فيها العلاقة الحقيقية بين الاثنتين، ليصبح شبهَ متوقعٍ بالنسبة لنا كمتفرجين، سيل الحيل التي تبتكرها كل منهما في درب الأخرى.
صحيح أن (للموت) يتمسك ظاهرياً بمقاربة قضايا واقعية شائكة.. لكن حكايته الأساسية تبقى بمجملها قائمة على عنصر “الصدفة” أو “القدر”..
فما هذه الصدفة التي تجعل خطة “سحر” للإيقاع بأخي هادي المدعو “باسل، خالد القيش” في حبائل حبّها مضمونة.. وكأنه لم يلتقِ أنثى سواها بعد وفاة زوجته، لاسيما أنها نجحت قبلاً بإغواء هادي نفسه..؟!
هي ذات الصيغة القدرية التي يلوذ إليها كتّاب ما يُعرف بالدراما المشتركة لتسويغ معظم بنود حكاياتهم.
مع ملاحظة الجهد التمثيلي اللافت الذي صاغته ماغي بو غصن بأداء يحسب لها على المستوى النفسي والظاهري لشخصية “سحر”، لكنه مع ذلك بقي محتاجاً لحضور جسدي أكثر تأثيراً مما قدّمته “بو غصن”..
فشخصية “سحر”، كما يُفترض وفق الحكاية، ذات سمات أنثوية طاغية، ما يعني أن نكون أمام ممثلة لافتة الحضور بمقاييس الجمال الجسدي أولاً، ليدعمه الحضور الأدائي تالياً.
دون نسيان أداءات لافتة لمجموعة الممثلين المشاركين وأبرزهم وسام صباغ، كارول عبود، وأحمد الزين، بالإضافة لحضور مميز من الطفلة تالين أبو رجيلي التي أدّت دور المتسوّلة المشرّدة.
