الثورة – همسة زغيب:
يبرز اسم ميسر كامل في مشهد الفن التشكيلي العربي الزاخر بالأسماء والتجارب المتنوعة، كأحد الأصوات البصرية التي اختارت أن تبحر بعيداً عن ضجيج الواقعية، بحس رومانسيٍّ عميق، وأسلوبٍ تعبيريٍّ يفيض بالمشاعر والرموز.
أتت أعماله نابضة بحب الحياة والحنين، ولم يكن اللون بالنسبة له مجرد أداة تقنية، بل لغة قائمة بذاتها، قادرة على التعبير عن أعمق الهواجس وأدق الانفعالات النفسية، فتحمل المتلقي في رحلة داخل الذات والذاكرة.
وفي تصريح لصحيفة الثورة أكد الفنان التشكيلي ميسر كامل أنّه يعتمد الأسلوب التعبيري بروح رومانسيّة واضحة، تظهر عبر اختياره للألوان الحالمة والتكوينات، كما تميل أحياناً إلى التجريد الرمزي.
ولا يسعى في أعماله إلى محاكاة الواقع بقدر ما يسعى إلى إعادة تشكيله وفقاً لرؤيته الشعورية، ما يجعل لوحاته أقرب إلى الاعترافات البصرية التي تفيض بالصدق والشفافية، وأضاف: إنّ المرأة تحضر في كثير من لوحاته بوصفها رمزاً للخصوبة والحنين والحلم المفقود، بينما تظهر الطبيعة لا بوصفها خلفية، بل ككائن حيّ يتنفس ويتفاعل مع شخوص اللوحة.
ما يميز تجربته مزجه الذكي بين الحكاية البصرية والتعبير الرمزي، فكل عمل لديه يحمل في طياته قصةً غير مكتملة، يترك نهايتها لخيال المتلقي، كما لا يخلو أي معرض له من أعمال تُثير التساؤل، وتفتح أبواباً للتأويل، من دون أن تفقد بساطتها التعبيرية.
فالحالة التشكيلية لديه لا تكتمل إلا عبر الحوار الصامت بين اللوحة ومتلقيها، في تجربة تتجاوز البصر لتخاطب الوجدان.
مع كل تجربة جديدة، يثبت أنه لا يرسم فقط بالألوان بل بالأفكار والرموز والذكريات، ليقدّم أعمالاً لا تُعلّق على الجدران فحسب، بل تُقيم في الذاكرة طويلاً.
ورغم تعدد الأساليب والتيارات في الفن المعاصر، حافظ على بصمته الخاصة، التي يمكن تمييزها بسهولة في أي صالة عرض. وتعود هذه البصمة إلى صدقه الفني، حيث يرفض أن تتحول اللوحة إلى سلعة، ويصرّ أن تكون فضاءً للتعبير الحرّ والنبيل.
الفنان التشكيلي ميسر كامل خريج كلية الطب البشري في جامعة دمشق.
شارك في العديد من المعارض الجماعية والفردية، بالإضافة إلى مشاركته في معارض فنية إلكترونية.