الثورة – عبد الغني العريان:
اجتمع محافظ حلب، المهندس عزام الغريب، اليوم، مع وفد من وكالة الأمم المتحدة لإغاثة وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “الأونروا”، برئاسة مدير المنطقة الشمالية في الوكالة السيدة ميرفت أبو راشد، بهدف مناقشة أوضاع الجالية الفلسطينية في المحافظة، وبحث سبل تعزيز الخدمات المقدمة لهم، في ظل التحديات التي تشهدها مخيمات اللاجئين في المنطقة.
اللقاء الذي عُقد في مبنى المحافظة، حضره عدد من المسؤولين المعنيين من الجانبين، ودار النقاش حول الوضع الراهن في المخيمات الفلسطينية ضمن محافظة حلب، وواقع مكاتب الأونروا المنتشرة في المحافظة، والضغوط التي تواجهها هذه المرافق في ظل الظروف الخدمية والأمنية الراهنة.
وشكل اللقاء مناسبة لطرح مجموعة من القضايا المتعلقة بتأهيل البنى التحتية في المخيمات، وتأمين الاحتياجات الأساسية للسكان الفلسطينيين، ولاسيما في مجالات الصحة والتعليم والنظافة، إضافة إلى مناقشة الصعوبات الإدارية والتنظيمية التي تعيق عمل الأونروا في بعض المناطق، وسبل تعزيز التنسيق بين الجهات المحلية والوكالة الأممية لتجاوز هذه العقبات.
من جهته، شدد المحافظ على أهمية العلاقة التاريخية والروابط المتينة التي تجمع بين الشعبين السوري والفلسطيني، مؤكداً أن قضية اللاجئين الفلسطينيين في سوريا تحظى باهتمام كبير من قبل الجهات الحكومية، ولاسيما في ظل التحديات التي أفرزتها السنوات الأخيرة، وما رافقها من تداعيات أثرت على مختلف جوانب الحياة.
وأشار الغريب إلى ضرورة دعم المجتمع الفلسطيني في حلب، وتعزيز دورهم في الحياة الاقتصادية والاجتماعية ضمن المحافظة، مشيداً بصمود الجالية الفلسطينية ومساهمتها في مختلف القطاعات، ومؤكداً حرص المحافظة على تأمين بيئة مستقرة وآمنة تضمن لهم الحياة الكريمة.
ودعا إلى تعزيز آليات التنسيق بين الأونروا والجهات المحلية المختصة، من أجل تفعيل البرامج التنموية والخدمية التي تستهدف أبناء الجالية الفلسطينية، مؤكداً أن إدماج اللاجئين في خطط التنمية المستدامة يساهم بشكل مباشر في دعم جهود البناء والإعمار التي تشهدها المحافظة في هذه المرحلة.
من جانبها، أعربت السيدة أبو راشد عن تقديرها للتعاون القائم بين الأونروا ومحافظة حلب، مشيرة إلى أهمية تعزيز هذا التعاون في المرحلة القادمة بما يعود بالنفع على اللاجئين الفلسطينيين المقيمين في المخيمات المنتشرة في المدينة وريفها.
وأكدت حرص الأونروا على الاستمرار في تقديم خدماتها الأساسية للاجئين، والعمل على تحسين واقع الخدمات الصحية والتعليمية والاجتماعية المقدمة لهم، رغم التحديات التمويلية واللوجستية التي تواجهها الوكالة في مختلف مناطق عملها.
وأشارت إلى أن الأونروا تسعى، من خلال التنسيق مع السلطات المحلية، إلى تطوير برامجها والاستجابة للاحتياجات المتزايدة للاجئين، خصوصاً في ظل الأوضاع الاقتصادية الصعبة، مشددة على ضرورة تضافر الجهود بين كل الأطراف المعنية من أجل تحسين ظروف اللاجئين وتعزيز صمودهم.
واختُتم اللقاء بتأكيد الجانبين على أهمية استمرار التواصل والتنسيق في القضايا ذات الاهتمام المشترك، والعمل على وضع آليات مشتركة لمتابعة تنفيذ المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في محافظة حلب، وتعزيز دور الأونروا كمزود رئيسي للخدمات لهذه الفئة، بما ينسجم مع مهامها الإنسانية ومسؤولياتها تجاه اللاجئين.