الثورة – فؤاد العجيلي:
استضاف فرع حلب لاتحاد الكتاب العرب اليوم أستاذ الأدب الحديث بجامعة حلب الدكتور أحمد زياد محبك في محاضرة له بعنوان “العجائبية عند القاص زكريا تامر”، وذلك بحضور نخبة من المثقفين والأدباء.
وعلى هامش المحاضرة أوضح الدكتور محبك في حديثه لـ”الثورة” أن العجائبية عند القاص تامر ليست غاية في ذاتها، بل هي وسيلة للانتقاد السياسي والاجتماعي، الأمر الذي جعلها قريبة من القارئ، إذ تشخص الواقع الذي كان يعيشه أحياناً، لافتاً إلى أن قصص زكريا تامر تقوم على العجائبية، والتي تعني ما فوق الطبيعي أو ما وراءها، مبيناً أنها تقسم إلى قسمين “الأنا– والأنت”.
وأوضح المحاضر الإطار النظري لـ”العجائبي” كما صاغه تزفيتان تودوروف، إذ يتجلى في اللحظة التي يتوقف فيها القارئ بين تفسيرين للأحداث: تفسير واقعي (طبيعي) وآخر خارق للطبيعة، وقارن بين العجائبي والأنواع القريبة (الفانتازيا، الغرائبي، الواقعي السحري)، مؤكداً أن تامر يدمج العجائبي مع السخرية والرمز لخلق تأثير فريد.
واستعرض د. محبك في حديثه سمات العجائبية في قصص تامر، ومنها كسر المألوف، والتقنية السردية، والوظيفة النقدية، مقدماً شرحاً وافياً عن كل سمة من خلال الاستشهاد ببعض قصص “تامر” والتي قام خلالها بتوظيف العجائبية لفضح القمع السياسي، والتخلف الاجتماعي، والاستبداد.
وختم حديثه بالإشارة إلى ملامح أدب زكريا تامر، مُثبتاً أن العجائبية لديه ليست أسلوباً زخرفياً، بل استراتيجية نقدية لتفكيك أنساق القوة وتعرية اللامعقول في الواقع العربي.
وأوضح رئيس فرع اتحاد الكتاب العرب فواز حجو أن النشاط الثقافي والأدبي بدأ يشهد حراكاً واسعاً عبر محاضرات وندوات يتم خلالها استضافة أدباء ومفكرين يشخصون الواقع عبر نتاجات أدبية تعبر عن آلام وآمال المجتمع، وخاصة في زمن كان فيه النظام المخلوع يمارس كم الأفواه وقمع الأفكار المنادية بالحرية.