طلاب التاسع ينهون ماراثون امتحاناتهم مع لغة “الضاد”.. موزونة ومرنة وواضحة

الثورة – لينا شلهوب:
اليوم.. طوى طلاب شهادة التعليم الأساسي آخر صفحات عامهم الدراسي، وهم يؤدون امتحان مادة اللغة العربية، المادة التي طالما أرعبت الكثيرين، وفرضت هيبتها كـ”شبح الامتحانات”، رغم جمالها وسحرها.

الأسئلة كانت متوازنة بين المباشر والتحليلي، كما وصفها عدد من الطلاب والمراقبين في دمشق، وجاءت مناسبة لمختلف المستويات، إلا أن بعض الطلاب وجدوا التعبير مفتوحاً وصعب التنظيم، فيما رأى آخرون أن الأسئلة منصفة، لكن تتطلب تركيزاً.

الطالبة رنيم قالت: الحمد لله انتهى الامتحان، كنت خائفة من النحو والصرف كثيراً، وتفاجأت بالأسئلة ومرونتها، لكن الآن ازداد التوتر، الذي اعتقدت أنه سيزول مع انتهاء امتحان آخر مادة بالمنهاج، إلا أنه مازال مستمراً بانتظار النتيجة.

أما عمار ـ أحد المراقبين ـ فتحدث قائلاً: أكثر يوم لاحظنا فيه توتر لدى الطلاب كان اليوم، إلا أن لحظة الخروج كانت مليئة بالفرح، نتيجة سهولة الأسئلة ونوعيتها، التي شملت قصيدة كانت عن الأم، وبعض الأسئلة الواضحة عليها، مع اختيار لمعاني بعض الكلمات الواردة في القصيدة وغيرها.

بين التوازن والتحدي

بعد خروج الطلاب من القاعات، بدأت التحليلات والتعليقات تتوارد، تباينت الآراء حول مستوى الأسئلة، لكن معظم الطلاب أجمعوا على أن الورقة الامتحانية جاءت ضمن المتوقع، رغم احتوائها على بعض الأسئلة التي تحتاج إلى تركيز وفهم عميق، إلا أنه بالمجمل كانت ذات مستوى متوسط وسهل جداً والطالب غير الدارس كثيراً يستطيع الحل.

الطالب محمود، قال: الأسئلة كانت واضحة، لكن قطعة النص كانت تحتاج إلى تحليل دقيق، التعبير كان موضوعاً واسعاً، لكن صعب تنظيم الأفكار فيه بسرعة، حيث شمل اختيار بين موضوعين، إما عن نشاط عامل نظافة وأهمية عمله، أو سيرة إعلامي، والتعبير الوظيفي حول كتابة أربعة أسئلة لمقابلة صحفية مع مدير مستشفى للحصول على معلومات سيرته الذاتية.

من جهتها، قالت المعلمة والموجهة التربوية عبير: إن الأسئلة كانت مناسبة لمعظم المستويات، وراعت الفروقات الفردية، هناك جزء مباشر يضمن الطالب من خلاله علامة مقبولة، وجزء يحتاج إلى الطالب المتفوق ليُظهر براعته.

المعلمة رغد من ريف دمشق، بينت أنه على وقع قلوب تخفق ما بين الأمل والرهبة، توجّه طلاب شهادة التعليم الأساسي اليوم لأداء آخر امتحاناتهم، امتحان مادة اللغة العربية، المادة التي لا تزال تُعرف بين أوساط الطلاب بـ”شبح الامتحانات”، لما تحمله من هيبة وثقل لغوي ونحوي، تجعلها مادة مختلفة في وقعها على نفوس التلاميذ وأسرهم.

رهبة تسبق الموعد

منذ أيام بدأت علامات القلق تظهر على وجوه الطلاب، إذ ازدادت وتيرة الدراسة والسهر، وكثرت التساؤلات حول النصوص المتوقعة والأسئلة الإنشائية، في محاولة لفك شيفرة ما قد تحمله ورقة الامتحان، تقول الطالبة بشرى، من إحدى مدارس دمشق: أنا متفوقة في معظم المواد، لكن اللغة العربية تجعلني أشعر بالقلق، والخوف من التعبير والمفردات والنحو لا يشبه أي مادة أخرى، لكن بعد الدخول لقاعة الامتحان، هدأت النفوس، وحال استلام ورقة الأسئلة وإلقاء نظرة عليها تبددت غمامة التوتر، فالأسئلة كانت واضحة ولا يشوبها أي غموض.

ويصف الأستاذ جواد. ح، وهو مراقب في أحد المراكز بريف دمشق، قائلاً: تجمّع الطلاب أمام مراكز الامتحان، يراجعون بصمت، أو يتبادلون أسئلة سريعة قبل الدخول، الوجوه كانت علامات التوتر تظهر عليها، وبعض الأمهات ينتظرن أمام الأبواب وقد تملكهن القلق، كأنهن هنّ من سيمتحنّ، المشهد بقوله: في كل عام، نلاحظ أن امتحان اللغة العربية يختلف في طبيعته، التوتر يكون واضحاً على الطلاب، رغم أنهم قد اجتازوا مواد أصعب من حيث الحجم والمحتوى.

اللغة العربية، بعراقتها وعمقها، ستبقى مادة “مهابة” في نظر الطلاب، ليس لكونها صعبة بالضرورة، بل لأنها تمتحن الفهم والتحليل والتعبير، لا الحفظ فقط.

يقول الدكتور غسان أبو فخر- أستاذ المناهج في كلية التربية: المشكلة ليست في صعوبة المادة، بل في أسلوب تدريسها، حيث يركّز البعض على القواعد المجردة من دون ربطها بالحياة، لو أُعيد تقديم العربية كوسيلة للتفكير لا كجدار قواعدي، لاختلفت نظرة الطلاب كلياً.

ختام عام دراسي

بانتهاء امتحان اليوم، يطوي طلاب التعليم الأساسي صفحة عام دراسي حافل بالتحديات، ويبدؤون بانتظار النتائج والأحلام المعلقة على النجاح، لكن ستبقى ذكرى امتحان اللغة العربية في أذهانهم، ربما ليست كرهبة بقدر ما هي علامة فارقة في رحلتهم الدراسية.. وسيبقى مشهد فرحة اليوم الأخير من تقديم الامتحانات لا تُضاهى، الضحكات علت في الساحات، العيون امتلأت بالأمل، والتوتر انقلب إلى نشوة انتصار، ولو مؤقتاً، فالكل الآن بانتظار تقرير المصير.

والسؤال: هل كانت العربية فعلاً هي “الأصعب”؟ أم أن خوفنا منها أكبر من واقعها؟ بانتظار النتائج، والأحلام التي تُبنى عليها.

آخر الأخبار
السفير البلجيكي ببيروت في غرفة صناعة دمشق لتعزيز العلاقات الاقتصادية  ربط طلاب الكليات الهندسية في حلب بسوق العمل  متابعة المشاريع التي تُعنى بتحسين الأوضاع المعيشية للاجئين الفلسطينيين في حلب  وفد المنظمة العالمية للتحكيم الدولي في غرفة صناعة دمشق  الرئيس الشرع يصدر مرسوماً بتعديل بعض مواد قانون الاستثمار الشرع يشيد بجهود فريق تصميم الهوية البصرية الجديدة لسوريا مرسوم رئاسي بإحداث الصندوق السيادي لتنفيذ مشاريع تنموية وإنتاجية مباشرة والاستثمار الأمثل للموارد مرسوم رئاسي بإحداث صندوق التنمية للمساهمة في إعادة الإعمار مكافحة الفساد ليست خيارآ  بل أمراً حتمياً  توقيفات طالت شخصيات بارزة والمحاسبة مستمرة   "مهمشون" ومكافآت "شكلية"   ممرضون لـ"الثورة: الوقت حان للاستماع إلى نبضنا ليخفق قلب المهنة  من إدلب إلى دمشق..  "أبجد".. نحو مجتمع متضامن أساسه التعليم  تعزيز الجاهزية الرقمية في المدارس الحقلية الزراعية بحلب  BBC: طالبو اللجوء السوريون في بريطانيا.. بين القلق وانتظار قرارات لندن  وفرة في الغاز وندرة في المال..  مدير عمليات التوزيع: رخصة الغاز ليست مشروعاً تجارياً  قمة أممية للذكاء الاصطناعي.. توجيهه لخدمة أهداف التنمية المستدامة   وسط توترات جيوسياسية وعسكرية.. القارة الآسيوية تغرق في سباق التسلح     ما هي دلالات وأبعاد رفع هيئة تحرير الشام من قوائم الإرهاب؟  رغم الرماد والنار.. ثمّة من يحمل الأمل ويزرع الحياة من جديد خبير لـ " الثورة" : ما خسرناه من غطاء حراجي يحتاج لسنوات ومبالغ كبيرة استمرار جهود الإخماد في اللاذقية لليوم السابع.. وتقليص البؤر المشتعلة بدعم عربي ودولي