الثورة – نيفين أحمد:
من بين ركام الحريق ومن أرض أكلتها النيران لا يزال هناك من يختار الحياة ويؤمن بأن الوطن لا يُرمَّم بالكلام، بل بالفعل والإرادة.
في أحد أرياف اللاذقية المنكوبة وقف رجل بسيط حاملاً على كتفه كيس بذور وبيده مجرفة وعلى وجهه ملامح تعب صامت وإصرار لا يلين.
لم ينتظر مساعدات ولم يلتفت إلى الخراب من حوله بل توجه إلى أرضه التي اسودّت من النار ليعيد زرعها من جديد.
هو مشهد لا يحتاج إلى ضجيج بل إلى تأمل.
رجل قرر أن يكون جوابه على الدمار زراعة وعلى الرماد أملاً أخضر.
في قلبه وطن لا تحرقه النيران ولا تهزّه الكوارث لأنه وطن متجذّر في التراب والوجدان.
في كل حفنة تراب حركها وكل بذرة أسقطها كانت هناك رسالة أن الأرض لا تموت إذا وجدت من يحبها وأن الحياة تعود متى حمل أبناؤها الأمل على أكتافهم وصنعوا منها بداية لا نهاية.