الثورة – ميساء الجردي:
إجلالا وإكباراً لذكرى الشهداء وبرعاية وزارة الشؤون الاجتماعية والعمل ومديرية شؤون الشهداء والجرحى في وزارة الدفاع كرمت اليوم مؤسسة وسام الخير بحلب أكثر من 400 عائلة من ذوي الشهداء على مدرج جامعة دمشق. تضمنت فقرات غنائية وطنية وقدود حلبية، وقصائد شعرية ومعزوفات موسيقية لكورال أبناء وبنات الشهداء.
خلال الحفل تحدث وزير الشؤون الاجتماعية والعمل محمد سيف الدين في كلمته عن معاني الشهادة وكيف أن الأوطان ما كانت لتبنى والكرامات لا تصان لولا التضحيات الجسام التي قدمها وما زال يقدمها جيشنا الباسل.وأن هذا التكريم وأي تكريم يقام لذوي الشهداء هو تكريما لأنفسنا فمنهم نستمد العزة وروح العطاء وهم المثل الأعلى للأجيال القادمة التي تربت في مدرسة العز والإباء.
وأكد سيف الدين: أن الوزارة مستمرة في توفير الدعم لذوي الشهداء والجرحى وذلك على مسارين رئيسين أولهما: توجيه القطاع الأهلي لدعم هذه الفئة ذات الأولوية الاجتماعية وقد شهدنا جزءا منه خلال شهر رمضان المبارك من توزيع معونة نقدية بالتنسيق مع مكتب شؤون الشهداء لما يزيد عن ألفي أسرة بدعم تجاوز ملياري ليرة سورية. وثانيا: من خلال توجيه الصندوق الوطني للمعونة الاجتماعية على منح الأولوية بالاستفادة من القروض المدعومة لتأسيس المشروعات متناهية الصغر لصالح ذوي الشهداء والجرحى وكذلك التوسع ببرنامج المعونة النقدية لجرحى الدفاع الشعبي والذي شهد زيادة قدرها 30 ألف ليرة للمستفيدين منه بحسب نسبة العجز بالتنسيق مع اللجنة المشتركة لبرنامج جريح وطني.
اللواء بسام البري مدير شؤون الشهداء والجرحى والمفقودين في وزارة الدفاع أكد في كلمته على دور الشهادة في الحفاظ على عزة الوطن ورفعته وعلى مكانة الشهيد في هذه الأرض الطيبة وكيف رسخوا بدمائهم المجد الكبير رسوخ قاسيون، وفاح من دمائهم عبق الياسمين. مُوجها التحية لأبناء الأرض الطهورة ولذويهم الذين أنجبوا الأبطال الميامين ، ومؤكدا أن هؤلاء الشهداء يجسدون مدرسة الأخلاق والشرف والكبرياء وما تكريم ذويهم إلا تجسيدا لقيم ومعاني الشهادة وتمجيدا لها.
وليد البوشي رئيس مجلس إدارة جمعية وسام الخير في حديثه للإعلاميين أكد على أهمية هذا النوع من الفعاليات التي تمثل ردا للجميل وتكريما لمن قدم أغلى ما لديه فداء للوطن وليكن عزيزا شامخا. لافتا أن هذا التكريم ليس الأول فقد سبقه العديد من التكريمات وهناك برنامج خاص بالتكريم يتضمن تكريما لـ 400 أسرة شهيد بحلب، و200 أسرة شهيد في طرطوس وتكريم 200 أسرة شهيد في محافظة حمص وكذلك الأمر فهناك تكريم لـ 200 أسرة شهيد في محافظة حماه.
وبين البوشي أن المؤسسة ومنذ تأسيسها قبل أربع سنوات هي ذات نفع عام وتقدم خدماتها في عدد من المحافظات وفي مقدمتها الدعم المالي والعيني لأسر الشهداء وللجرحى الذين قدموا أغلى ما لديهم للوطن، فهناك برنامج تعليمي لأبناء الشهداء وبرنامج طبي ومستوصفات و مطعم خيري في محافظة حلب في سبيل تحقيق هذه الأهداف.
وتحدث البوشي عن النجاح الذي حققته الجمعية خلال سنواتها القليلة، الأمر الذي حفزها على المزيد من العمل حيث أنجز فريق العمل التطوعي تسجيل وجمع بيانات الأسر المتضررة والمستهدفة بخدمات الجمعية بهدف بناء قاعدة بيانات متكاملة لهذه الأسر لتتمكن الجمعية من رصد الاحتياجات الإنسانية بأكملها وقد بلغ عدد الأسر المسجلة لديها أكثر من 3842 أسرة. وهناك خدمات متنوعة عينية ومادية وطبية تستهدف مناطق حلب وريفها إضافة لتوسع نشاط الجمعية في المحافظات.
الثورة التقت عددا من ذوي الشهداء حيث أكدت سهام عيسى سلوم وهي زوجة شهيد وأم لأربعة أطفال: أن هذا التكريم أدخل الفرحة إلى قلبها وقلب أطفالها وهو فخر لهم وعزة لهذا الوطن المعطاء. ولفتت إلى أهمية هذه المبادرة التي تدل أنهم لم ينسوا الشهداء، بل هم على البال دائما. وبينت زوجة الشهيد خالد علاء الدين الذي استشهد في ريف حماة منذ عام 2019 أن هذا التكريم هو الثاني لها ولأطفالها وهي تعتز به لما يقدمه من حالة معنوية كبيرة لهم مليئة بالفخر والاعتزاز.
زوجة الشهيد العميد أحمد عبيدو تشكر كل من ساهم في هذا التكريم لأنه يمثل لفتة جميلة تعيد الثقة بمكانة ذوي الشهداء وأنهم لا زالوا على البال. وخاصة لذوي الشهداء القدامى. مشيرة أن زوجها استشهد في منطقة البوكمال عام 2013.
وبينت زوجة الشهيد ياسمين أحمد الزوارا الذي استشهد عام 2020 أن الشهيد رمز لكل شيء جميل وبقدر ما أحزنها شهادة زوجها فإن ذلك أعطاها القوة والفخر لتكمل الطريق مع أبنائها الأربعة.