مديح الحاكم و هجاؤه… راية عمية؟!..

ثورة أون لاين- أسعد عبود:
مدائح الحاكم تجافي عن عمد الحقائق.. وتبحث بين الوقائع عما يرضيه ويدافع عنه، مع تجاهل كامل للموضوعية أو حتى الحقائق المجردة، هنا البحث مرتبط بهدف واحد هو العثور عما يؤيد مواقف مسبقة قد تكون غير موضوعية، أو هي على الأغلب كذلك.. وأخطر من ذلك أنها قد تدفع إلى تجاهل ما يلمس بسهولة من سيئات أو تلجأ إلى طمسها.

نقيض مدائح الحاكم ليست بالضرورة هجائياته، الهجائيات مثل المدائح تقبل التعامي عن الحقائق والموضوعية وتستخدمهما للوصول إلى ما يؤيد مواقف مسبقة غير مبحوثة ومقررة علمياً.‏

المسألة ليست رهناً بنظم الشعر.. أبداً.. هي أبعد من ذلك بكثير.. والشعر في مدائحه وهجائياته للحاكم هو نتاج ثقافة اجتماعية سائدة.. الشاعر من قادة الرأي.. وفي الشعر مهنة وحرفة خبرها العرب طويلاً واستخدموها للارتزاق في المدح وفي الهجاء.‏

هذا أحد أهم العناوين لما تعاني منه ثقافتنا… ليس في الشعر وحسب.. ولا نستهين بتمركزها فيه.. فهو أحد التجليات العميقة في الأثر والتأثير للبناء الاجتماعي.‏

الخطورة اليوم من المواقف المتخذة مسبقاً والبحث فقط عما يؤيدها وطمس كل ما يجافيها أو ينفيها.. هي داء قاتل يفتك بتوجهات العالم وحقائقه حتى العلمية.. ويستخدم الإعلام ببراعة إلى درجة تبدو فيها أن الثورة الإعلامية الطاغية ولدت لتعميم ذلك المنهج في السير تحت الراية العمية..‏

لدى الإعلام كميات هائلة من المعلومات الحقيقية وغير الحقيقية سواء خاطئة دون سبق التصميم أم هي مصممة على خطأ لغرض وهدف. هذه المعلومات بكل أنواعها وتوزيعاتها.. توظف بمهارة وتستخدم لتوظيفها أرقى التقنيات العلمية.. إما لإيراد مقصود لكذب موظف.. وإما لحجب لحقائق لا يرقى لها الشك.. أو يمكن الشك بها.. والشك أساس البحث عن الحقيقة.‏

هذا التوظيف الكارثي لذاك الطوفان الإعلامي لخدمة أغراض سياسية، سليمة أو ضالة، هو الأخطر. أن تمدح زعيماً بعصماء أو تهجو آخر بمعلقة.. فذلك أبسط أنواع الإثم.. مع أنه لا ينفصل عن الإحصائيات ونتائج البحوث المزعومة والمقارنات والمقاربات الموظفة بشكل ضلالي تضليلي لخدمة الأغراض السياسية.‏

الجهل والجاهلية نوعان.. جهل وجهالة الذي لا يعرف.. وجهل وجهالة الذين يوزعون الجهل ويعممونه.. مديح الحاكم وهجاؤه.. يتجه إلى حد بعيد بهذا الاتجاه.. الغرض سياسي والسلاح توظيفات تأخذ الحقيقة باتجاه الكذب ونبذ الموضوعية.. وتأخذ الأمور باتجاه الحقائق الزائفة.‏

مديح الخير حقيقة عاجزة مثل لعن الشر.. وكما قال الروائي السوري الكبير حنا مينة -أمد الله في عمره-:‏

لنفعل الخير ولندع الشر يلعننا..‏

as.abboud@gmail.com

آخر الأخبار
السفير الضحاك: عجز مجلس الأمن يشجع “إسرائيل” على مواصلة اعتداءاتها الوحشية على دول المنطقة وشعوبها نيبينزيا: إحباط واشنطن وقف الحرب في غزة يجعلها مسؤولة عن مقتل الأبرياء 66 شهيداً وأكثر من مئة مصاب بمجزرة جديدة للاحتلال في جباليا استشهاد شاب برصاص الاحتلال في نابلس معبر جديدة يابوس لا يزال متوقفاً.. و وزارة الاقتصاد تفوض الجمارك بتعديل جمرك التخليص السبت القادم… ورشة عمل حول واقع سوق التمويل للمشروعات متناهية الصغر والصغيرة وآفاق تطويرها مدير "التجارة الداخلية" بالقنيطرة: تعزيز التشاركية مع جميع الفعاليات ٢٧ بحثاً علمياً بانتظار الدعم في صندوق دعم البحث العلمي الجلالي يطلب من وزارة التجارة الداخلية تقديم رؤيتها حول تطوير عمل السورية للتجارة نيكاراغوا تدين العدوان الإسرائيلي على مدينة تدمر السورية جامعة دمشق في النسخة الأولى لتصنيف العلوم المتعدد صباغ يلتقي قاليباف في طهران انخفاض المستوى المعيشي لغالبية الأسر أدى إلى مزيد من الاستقالات التحكيم في فض النزاعات الجمركية وشروط خاصة للنظر في القضايا المعروضة جمعية مكاتب السياحة: القرارات المفاجئة تعوق عمل المؤسسات السياحية الأمم المتحدة تجدد رفضها فرض”إسرائيل” قوانينها وإدارتها على الجولان السوري المحتل انطلقت اليوم في ريف دمشق.. 5 لجان تدرس مراسيم و قوانين التجارة الداخلية وتقدم نتائجها خلال شهر مجلس الشعب يقر ثلاثة مشروعات قوانين تتعلق بالتربية والتعليم والقضاء المقاومة اللبنانية تستهدف تجمعات لقوات العدو في عدة مواقع ومستوطنات “اللغة العربيّة وأثرها في تعزيز الهويّة الوطنيّة الجامعة”.. ندوة في كلية التربية الرابعة بالقنيطرة