ثورة أون لاين:
يقدَّم الكاتب الأرجنتيني ألبرتو مانغويل في كتابِه «مدينة الكلماتِ» ملخص نظرياته لفهم القاسِم المشترك بين البشر، عبْر كلِّ العصور، وفي كل الأماكن، من خلال اللغة. فيقول إنه بنهاية عصر القومياتِ العِرقية ظهرت المجتمعاتُ التي تعزِّز القوميةَ المدنية، وتتبنى نظماً لقِيم مقبولة عالمياً.
ولكن الأمر يبدو وكأنه اتخذ منحى غير متوقَّع؛ يتمثلُ في المشكلات التي تبرزُ مع ظهور المجتمعاتِ الجديدة؛ مثل الظواهر السلبية الناتجة عن تعدُّد الثقافات، مما وضَع السياسيين وعلماءَ الاجتماع في حيرة، وتَساؤُل.. لماذا صار مِن الصعب جداً على الناس أن يعيشوا معاً في ظلِّ هذه البدائل القاتمة؟ وهل طغى الدمُ على التعايش السلميِّ في كوكب الأرض؟
ومن أجواء الكتاب نقرأ: «كلما ضاق تعريف الهوية نما التعصب. وكلما قدَّمت اللغة إجابات قاطعة ضاق خيالنا عن الكون والآخر، وخاصة عن أنفسنا. من ملحمة جلجامش إلى دون كيخوته وأفلام السينما، هذه «الكلمات» – قصصاً وروايات وشعراً – هي التي تصوغ مجتمعاتنا وواقعنا، وهي سجلنا عن أنفسنا وعن الآخر».
ويطرح مانغويل حلاً بديلاً بقوله: «ينبغي أن نستمع إلى «الكلمات» التي يبثها الحالمون والشعراء والروائيون وصنَّاع الأفلام عبر الزمان والمكان. ربما كانت القصص التي ترويها تحمل مفاتيح سرية للقلب البشري»