على أبواب حصاد يقف أبناؤنا مستنفرين لجني ثمار جد و مثابرة لفصل دراسي كامل، يأملون منه حصادا وفيرا يرقى إلى أحلامهم،
و يلبي توقعات الأهل المحلقة عاليا نحو تفوق و نجاح باهر، يضمن حجز مكانة اجتماعية لائقة،فتعتبر فترة الامتحانات أياما استثنائية في أغلب بيوتنا، تعلن فيها حالة طوارئ واستنفار عائلي و توتر نفسي، فيحاصر الابناء بضغوط نفسية كبيرة، تتمثل بتراكم المواد والدروس وبمراقبة شديدة و مطالبة حثيثة من الأهل بزيادة التركيز لحصد أفضل النتائج.
مشاعر سلبية و أجواء مشحونة بالخوف والترقب سائدة خوفا و قلقا على مستقبل الأبناء، بينما يجهل بعض الأهل أن هذه الفترة تحتاج إلى فن إدارة و تنظيم، لا لترهيب وتهديد، حيث يشير الاختصاصيون التربويون إلى أن هذا الأمر مرفوض، لأن تلك المشاعر السلبية تنتقل بالعدوى من الأهل إلى الأبناء، و تؤثر على درجة تركيزهم، فتؤدي إلى نتائج عكسية لا تحمد عقباها.
إن ثقافة التعامل مع الأبناء خلال فترة الامتحانات قد يفتقدها بعض أولياء الأمور، وبدلا من الهدوء بالتعامل مع هذه الفترة العابرة، يتحول البيت إلى رعب حقيقي و توتر مرهق، ويرجع المختصون ذلك إلى أن الكثير من الأهل لا يعرفون متطلبات البيئة الملائمة للاستعداد للامتحانات، كتوفير جو هادئ و مساعد على التركيز و تنظيم الوقت، بحيث يتوزع على الدراسة و النوم و الأكل و الترفيه.
لتجري الرياح بما تشتهي سفن الأهل، و تمر فترة الامتحانات بسلام و يحقق الأبناء النجاح المأمول، لابد من تهيئتهم على مدار العام الدراسي، ليكونوا على استعداد تام لاستقبال فترة الامتحانات، و عدم إبداء مظاهر سلبية من خوف و قلق، و دعمهم نفسيا دون تهديد وترهيب، و التعامل مع قدراتهم بموضوعية دون مقارنة أو مطالبة بما يفوق ميولهم و قدراتهم.
منال السماك
التاريخ: الاثنين 17-12-2018
الرقم: 16862