«بختام هذا الموسم للاتحاد سيكون الختام مسكا مع الاستاذ رامي درويش خريج المعهد العالي بدمشق عضو نقابة الفنانين, باحث ومؤلف موسيقي له العديد من المؤلفات التي تتعلق بعلم الموسيقا وعلم الهارمونيكا والاوركسترا,
عمل على تأسيس مشروع أوركسترا سيمفوني شرقي عربي فكان عرضه الأول فيه أكثر من 60عازفا ومغنيا أو كورسا وقدم برنامجا عظيما لأقطاب عربية هامة قدمهم بأناقة دون أي تزوير لكن المشروع توقف لعدة أسباب…….»
بهذه الكلمات قدم الأمسية محمد بري العواني المحاضر رامي درويش في فرع حمص لاتحاد الكتاب العرب وسنجتزئ بعضا من محاضرته «جذور أغنية الأخوين رحباني»:
ولد الأخوان (عاصي ومنصور الرحباني) في بلدة انطلياس الريفية في لبنان, وكان والدهما حنا أحد القبضايات في منطقته, من أصحاب الدخل المحدود, تنقل من منزل لآخر حتى استأجر مقهى عرف بفوار أنطلياس حيث كان يعزف فيه للحضور على آلة البزق ويغني العتابا والميجانا والأغاني الفلكلورية, ويقدم الحكايات والسير الشعبية وأغنيات الطرب العربي الأصيل عن طريق الاسطوانات, فيقول منصور: (كنا نجلس عند التخوم والمنعطفات ونمشي ونستكشف, وهناك تعرفنا على قصص وحكايات وأسماء وملامح شخصيات كثيرة دخلت ذاكرتنا, مثل سبع وعبدو وشبلي وصالح ونصري…) وهو ما ظهر واضحاً في الكثير من أعمال الأخوين رحباني.
مقدمة عن الجذر الواعي
احترف الأخوان الفن عام 1943من خلال العمل كعازفين في إذاعة الشرق الأدنى التي تحولت إلى الإذاعة اللبنانية الرسمية, وكان عاصي يميل إلى الاعتقاد أن الأغنية لا تحتمل شعراً كثيراً, وأن تكون سهلة ممتنعة قريبة من الجمهور العريض.
وهذا ينطبق على الأغنية الخفيفة (الأهزوجة) التي برع فيها الأخوان رحباني, وأخذا عن الشيخ سيد درويش باعث النهضة والتحديث في الموسيقا العربية, وأول الألحان التي قدمها عاصي لفيروز (غروب.. ماروشكا.. عتاب.. راجعة) وهكذا بدأت العلاقة تنمو بين فيروز وعاصي فنياً واجتماعياً إلى أن تكللت بالزواج 1955وتوفي عاصي على أثر نزيف دماغي 1986 أما منصور فتوفي 2009.
بدأت انطلاقتهما في الخمسينات مرحلة الأصالة وعمالقة الفن الأصيل, حيث تعددت الألوان الغنائية في أرشيفهما الغنائي حيث لا تكاد تمرُّ مناسبة فردية أو جماعية أو وطنية أو قومية, إلا ويكون لهما فيها مشاركة أو أكثر فقد رافقا الفلاح في أرضه والعامل في معمله وربة المنزل في منزلها والعشاق وعامة الشعب في احتفالاتهم ومناسباتهم الشعبية متأثرين بشكل مباشر بسيد درويش الذي يعتبر أول من استخدم تعدد التصويت (البو ليفوني و الهارمونيكا) في الموسيقا العربية متأثراً بعروض الأوبريت في القاهرة, لكن المنية وافته وهو لم يتجاوز الواحد والثلاثين (أي إن انتاجه الفني الغزير لم يتجاوز العشر سنوات).
أهم الألوان التي ألف ولحن فيها الأخوان رحباني:
– الموال (بهالعيد بدي قدم هدية…).
– الزجل (ردي منديلك ردي….).
– أغنية اللهجة المحكية وأغنية الحكاية الشعبية: (ما في حدا لا تندهي ما في حدا..).
– الغناء الرومانسي (لا تجي اليوم ولا تجي بكرة…..).
– الطرب الخفيف: (بتسأل إذا بهواك هالقلب مين يلي دوبو….).
– الموشحات (يامن يحن اليك فؤادي….).
– القصيدة (لا تسألوني ما اسمه حبيبي…).
– أغنية الطفولة (يلا تنام ريما….).
– الأغنية الوطنية وأغاني المدن العربية والأغنية القومية وأغنية جرح فلسطين.
– وحوارات واسكتشات تلفزيونية والحوارات القصصية الدرامية البسيطة.
– ولقاؤها مع منير بشير (يا حلويا قمر…).
أخيراً
كانت الأمسية رائعة تخللها سماع العديد من أغاني فيروز للاستشهاد بها حتى تجاوزت الأمسية الوقت المحدد للجلسة دون أن يملَّ الحضور من المهتمين والمثقفين بحمص.
سلوى الديب
التاريخ: الخميس 3-1-2019
الرقم: 16875