خلال سنوات الحرب لم يطلب المواطن وسائل العيش الرغيد والرفاهية والسياحة والاستجمام بل كان همه الصمود والبقاء ومجابهة هذه الحرب الظالمة بالحد الأدنى لمقومات الصمود، بل استطاع هذا المواطن أن يجترح حلولاً ويبتكر أدوات ووسائل خاصة وذاتية مكنته من الاستمرار والمواجهة والتحمل إلى أن أخذت الأمور بالتحسن والتعافي ما زاد في قناعته بأن ما عاناه وواجهه إلى زوال بالنتيجة ولو تدريجياً، خاصة فيما يتعلق في الأمور الخدمية والمعيشية وفي كل مرة ودائماً لم يفقد الأمل في أن القادم أفضل وأجمل وهذا ما بقي مصر!َاً عليه وما زال حتى الآن لكن مقابل هذا لا بد وأن يكون للجهات الخدمية مبادرات وخطط وبرامج يشعر بها انطلاقاً من واجباتها ومسؤولياتها وهذه الواجبات والمسؤوليات لم تكن على المستوى المطلوب بل تراجعت وقصرّت في أمور عديدة خاصة تلك التي تلامس همومه وأوجاعه الحياتية اليومية فمن أزمة المياه إلى الكهرباء والهاتف مروراً بالغاز والمازوت وما بينهما وفي كل مرة كنا نسمع المسّوغات والمبررات نفسها فعلى مدار سنوات تتكرر الأسطوانة وكأن شيئاً لم يكن حتى أن الجهات المسؤولة نفسها لم تغير بآلية عملها أو تستفيد من التجارب والأخطاء السابقة…!!!
ما يثير الدهشة والاستغراب أنه عند حصول أي مشكلة خدمية يظهر المسؤول المعني أو من له علاقة بها مؤكداً أن لا مشكلة أو أزمة ويبدأ بالتصريحات والتوضيحات البعيدة كل البعد عن الواقع؟!
المسألة تحتاج إلى المصارحة والشفافية وإلى نوع من المصداقية كي نتمكن من الوصول إلى معالجة وحل أو على الأقل الحد من تفاقم وازدياد أي أزمة من هذه الأزمات المطلبية الحياتية.
الدولة تعمل جاهدة على تأمين مجمل الحاجيات الضرورية من كهرباء وماء وخبز وغاز ووقود وسلع.. الخ ولا تدخر جهداً في سبيل ذلك إنما المسؤولية تقع على الجهات التنفيذية وأولئك الذين توكل إليهم مهمة إيصالها إلى المواطن وهنا بيت القصيد…!!
هزاع عساف
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
رقم العدد : 16879