على ما يبدو فإن الأوضاع الحالية التي تحصل في أوكرانيا وتطوراتها ستفرض نفسها اقتصادياً على واقع المنطقة والعالم ومنها ما نعيشه اليوم، حيث إن تداعيات الواقع في أوكرانيا والاحتمالات التي قد تحدث لا بد أن يتم التعامل معها بجدية ومسؤولية، وهذا ما حصل، ولابد أن يكون من خلال الجلسة الاستثنائية المصغرة لمجلس الوزراء برئاسة رئيس المجلس المهندس حسين عرنوس.
إن التخطيط المسبق والاستعداد لإدارة التداعيات والتعامل مع أي تغيرات اقتصادية يمكن أن تؤثر في الأسواق المحلية سواء بشكل مباشر أو غير مباشر خاصة في مجالات الغذاء والطاقة وغيرها هو من أولويات عمل الحكومة واهتماماتها كي لا نقع فيما هو أصعب أو نتعرض لمشكلات جديدة نحن في الأساس نعاني الكثير منها بفعل الحصار والإرهاب الذي تمارسه الولايات المتحدة وأدواتها في المنطقة على بلدنا ، وبالتالي علينا جميعاً بدءاً من الفريق الحكومي وإدارات ومؤسسات وكوادر بشرية وعمال وموظفين ومجتمع محلي وغيره التهيؤ والاستعداد لما يمكن أن نتأثر به أو ينعكس على واقع حياتنا ومتطلباتنا الحياتية اليومية سواء لجهة المواد والسلع وحركتها التجارية وانسيابها في الأسواق أو لناحية الأسعار التي هي في الأساس مرتفعة جداً وفي حالة مضطرة في هذا المجال بشكل شبه يومي.
إن الارتفاع المتسارع لأسعار النفط نتيجة لتطورات الوضع في المنطقة الذي يؤثر بشكل مباشر في توريدات المشتقات النفطية وبالتالي زيادة تكاليفها من زيادة أجور النقل عالمياً وارتقاع أسعار الصناعات ومنتجاتها بالتأكيد سيؤثر في زيادة أسعار المواد الغذائية والمتطلبات الأساسية للمستهلك، من هنا فإن وضع خطة عمل حكومية لإدارة المخازين وما يتوفر من قمح وزيت وسكر ورز وغيرها من المواد والمشتقات النفطية الأخرى وترشيد استهلاكها هو الهدف الأساسي الذي يجب أن نعمل عليه جميعاً وليس فقط الحكومة.
نحن ندرك تماماً حجم المعاناة الكبيرة التي يعانيها المواطن في حياته اليومية، والكل يعي ما تحمله وما تكبده من آلام وأوجاع فاقت التصورات والتوقعات وهذا لا يحتاج إلى تحليل وشرح، لكن ليس أمامنا تجاه المستجدات الحالية والتي نأمل أن نكون عبرها في ربع الساعة الأخير إلا التحدي والصبر والبحث عن اجتراح الحلول الممكنة.
حديث الناس – هزاع عساف