معاناة مزارعي الحمضيات قديمة متجددة كل عام، بالرغم من وعود المعنيين والاجتماعات السنوية التي لم تجد لهذه المشكلة حلاً من خلال مساعدتهم في تسويق موسم الحمضيات أو إيجاد أي حلول تساعدهم في تعويض خساراتهم المتكررة بمحاصيلهم والتي لم يدفع الثمن سواهم.
موسم الحمضيات من أهم المواسم، حيث أصبحت زراعة الحمضيات من الزراعات الاقتصادية المهمة، وشكلت مصدر دخل للكثيرين، والوحيد لآلاف الأسر، وتضاعفت المساحات المزروعة حتى وصلت إلى آلاف الهكتارات وبإنتاج متزايد، وحسب شهادة الخبراء تتميز حمضياتنا بقدرة المنافسة بالأسواق الخارجية باعتبارها خالية من الأثر المتبقي للمبيدات.
وفي واقع الحال لم يقف المزارعون عند إتلاف المحصول أو تركه يتساقط على التربة والتي تتأثر سلبياً من خلال تحلل الثمار وامتزاجها وبالتالي عدم صلاحيتها للمواسم القادمة، بل اتجه الكثير منهم لقلع الأشجار وتحويل الأراضي إلى بساتين للزراعات الحولية تؤمن مصدر دخلهم، في ظل ارتفاع تكاليف إنتاج الحمضيات من سماد ومحروقات وأدوية، وتحكم التجار بالسعر، إضافة إلى تكبدهم الخسائر الفادحة عاماً بعد آخر.
حل مشكلة محصول الحمضيات تكمن بالعمل على تحويلها إلى مواد مصنعة ذات قيمة مضافة، واستفادة القطاع الصناعي منها، والسؤال الذي يطرح نفسه أين وصل مشروع معمل العصائر الذي وعد به المزارعون منذ عشرات السنين، والوعود البراقة في مساعدة المزارعين على تصريف إنتاجهم، وتحويله إلى عصائر بالإمكان تسويقها وتخزينها حسب المواصفات.
لا ننكر أن زراعة الحمضيات تعاني الكثير من الصعوبات في مجال التسويق الداخلي والتصدير من خلال عدم إيجاد خطة تسويقية وخطة تنصف المزارعين، مع كثرة الإنتاج، إضافة إلى تدني الأسعار مقارنة بتكاليف مستلزمات إنتاج تلك الحمضيات وبما لا يتناسب مع جهد المزارعين.
المزارعون بحاجة لحلول تؤمن لهم أبسط حقهم بعد أن فقدوا الأمل بالحلول والوعود البراقة وخصوصاً مع ارتفاع تكاليف الإنتاج من سماد ومحروقات وأدوية كيماوية وغيرها والتي تكبدهم خسائر فادحة جداً وبالنهاية إتلاف محصولهم.
عادل عبد الله
التاريخ: الثلاثاء 8-1-2019
رقم العدد : 16879