شهداء وجرحى بغارات عدوانية على حجة.. ألمانيا تدخل على خط تلغيم الحلول.. ومؤتمر برلين رسائل سياسية مفخخة
تنشط اليوم وبمعزل عن الاجتماعات المباشرة نوع من المسارات المنفصلة والمكرسة للنقاشات المغلقة حول الوضع في اليمن وسط سعي نحو تحويل الملف اليمني إلى قضية تعنى بها الأطراف الدولية ذات المصالح في اليمن.
الى ذلك تعتلي الخارجية الالمانية مسرح الجرائم المرتكبة بحق الشعب اليمني وكأنها أحد ابطال السيناريو المخطط له من قبل الدول الغربية المتآمرة على اليمن بعد أن انتهت من اخراج نص يصلح لما يسمى مؤتمر الحوار الإستراتيجي حول الاستقرار في اليمن الذي عرض في برلين فيما تحفظت الخارجية الالمانية على النتائج ليؤكد باحثون في الشأن اليمني إن خلق جو من الضبابية هو أقصى ما يمكن أن تقوم به الخارجية الالمانية وسط حلول تسعى الى فرضها على اليمن بغض النظر عما اذا كان الحل سيؤمن استقراراً مستداماً يعيد إلى اليمن حيويته ويحافظ على الملامح التي أقرها اليمنيون في مؤتمر الحوار الوطني الشامل أم لا.
ما يعرض هذا التحفظ غير المحمود الى الشك من قبل اليمنيين كما ويسبب ردة فعل على التجاهل المتعمد الذي مارسته الخارجية الألمانية والذي يعتبره الباحثون بمثابة رسالة سلبية بثت من مؤتمر برلين يمكن أن تفتح عينيها على الخيارات السيئة التي تُنتظر من قبل اللاعبين الدوليين بمصير اليمن حسب ما يتوهمون على نحو يتيح لهم التصرف بالقرار السياسي والإستراتيجي لليمن لبسط سيطرتهم الاستعمارية.
لتطفو على المشهد تساؤلات يمنية عما هو المأمول من تلك الغرف المغلقة وما يدور خلف ابوابها؟ فبينما ينصرف الجزء الأكبر من اهتمام المجتمع الدولي نحو إنجاح اتفاق «استوكهولم» حول الحديدة كنوع من التغطية على الإخفاقات المحيطة بالاتفاق والتي تهدده بالانهيار عمليا تبدو قرارت مجلس الأمن في مستنقع الاجرام السعودي المرتكب بحق الشعب اليمني قرارات لاتطفئ نار الحرب المشتعلة انطلاقاً من قناعات تهدف إلى بقاء خطوط الانقسام السياسي واضحة بما يتفق مع الإستراتيجية الغربية التي سادت في عهد الإدارات الأمريكية السابقة وقامت على أساس إبقاء المنطقة ملتهبة الانقسامات والاقتتال المستمر.
ويبدو مشهد الاقتتال جلياً في معركة الحديدة التي اعتقد النظام السعودي أنها ستكون محطة فاصلة في الحرب الوحشية وأن أي طرف يسيطر يفرض أغلب شروطه إن لم تكن كلها ومن ثم يعود اليمن الى وضعه ضمن الشروط المفروضة لكن الذي حصل وحسب محللين أن «الإرادة الدولية» لعبت دوراً في الحرب المجرمة على نحو أربع سنوات لتصحو مؤخراً داعية إلى وقف إطلاق النار كاتفاق هش لم ينفذ.
وبذات الوقت يكشف عن رغبة خارجية في إعادة اليمن إلى حالة ما قبل الاستقلال ووضع اليد على موانئه ومرافقه المطلة على البحر الأحمر للتحكم بهذا الممر الملاحي الهام وأهداف استعمارية أخرى وإن هذا لا يتم إلا بعد تمزيق اليمن لإضعافه وهو ما يعكسه واقع اليمن اليوم وهكذا تبرز التصريحات الأممية كمحاولة للتخفيف من حدة الوضع السلبي الملتف بعباءة أميركية تنتظر تحين الفرصة للانقضاض على ضحيتها بعد ممارسة الضغط والحصار والتجويع بحق الشعب اليمن لإضعافه.
من جانب آخر يواصل المبعوث الأممي إلى اليمن» مارتن غريفيث» محاولاته إنقاذ اتفاقات السويد في ظل ما بدا أنه تحول في الموقف الأميركي حيث غادر «غريفيث» ورئيس لجنة الأمم المتحدة لإعادة الانتشار» باتريك كاميرت» مطار صنعاء الدولي على نية التوجه إلى الرياض لمناقشة سبل تنفيذ اتفاق ستوكهولم بشأن مدينة الحديدة حسب زعمهم.
ميدانياً: ذكر مصدر عسكري في وزارة الدفاع بصنعاء أن طيران تحالف العدوان شن 13 غارة على قاع الحقل جنوب صنعاء كما شن طيران النظام السعودي على محافظة حجة غارتين استهدفتا منطقة الهيجة ما أدى إلى استشهاد يمنيين اثنين وإصابة ثلاثة بجروح جراء عدوان.
وفي سياق الرد على جرائم العدوان نفذ سلاح الجو اليمني المسير عملية هجومية على تجمع كبير للمرتزقة في معسكر السويقا بالجوف.
الثورة – رصد وتحليل
التاريخ: الخميس 24-1-2019
رقم العدد : 16893