كتب المحرر السياسي
العقوبات الأميركية والأوروبية على الشعب السوري خصوصاً وشعوب العالم بشكل عام ليست جديدة ولا استثنائية، بل هي في صلب السياسات والاستراتيجيات الغربية غير الشرعية وغير القانونية وغير الأخلاقية، لكن الجديد فيها اليوم أنها تأتي بتوقيت مشبوه يحاول استغلال الأزمة وتأجيج الأوضاع بحجج وذرائع واهية.
لا ينفصل التوقيت إياه عن هدف منظومة العدوان في إطالة أمد الأزمة إلى أجل غير مسمى، ولا تنفصل هذه العقوبات في زمنها عن كل ما يجري التخطيط له من أجندات مشبوهة كمشروع المناطق الآمنة المزعومة ودعم الحليف التركي وميليشيا قسد وداعش وبقية التنظيمات المتطرفة، فالهدف واحد وهو عرقلة الحل السياسي في سورية والبحث عن ما من شأنه زيادة معاناة السوريين وتهجيرهم وإمداد الإرهابيين بأسباب البقاء وإطالة أمد الحرب الظالمة خدمة للكيان الإسرائيلي.
لم يدخر الاتحاد الأوروبي ومن خلفه الولايات الأميركية جهداً إلا وبذلوه خلال سنوات الأزمة لفرض المزيد من العقوبات بين الفينة والأخرى لتحقيق أهداف تكتيكية حيناً وطويلة الأمد حيناً آخر، مرة بحجة مزعومة عن مخالفة سورية للقوانين الدولية ومرة في إطار نظام جديد للعقوبات تحاول واشنطن وأتباعها تمريره في المنظمات الدولية منذ شهور وتكبحه روسيا والدول المناهضة للسياسات الأميركية.
قوائم سوداء أوروبية مزعومة ضد سورية وأخرى أكثر سواداً من وجه الولايات المتحدة وسياساتها الإجرامية يصدره مجلس نوابها تحت اسم (قيصر) ويفرض عقوبات على الحكومة السورية وداعميها من محور المقاومة ومحور محاربة الإرهاب.
المفارقة المثيرة للسخرية أن الاتحاد الأوروبي ومن خلفه واشنطن يزعمون أن العقوبات لمصلحة الشعب السوري مع أنهم يدركون تماماً أن عقوباتهم لا تتضرر منها إلا الشعوب، لكنهم يعودون دائماً إلى دفاتر مهترئة علهم ينقذون مشروعهم الإرهابي، ودون أن يدركوا أن السوريين الذين انتصروا على الإرهاب ودحروا تنظيماته المتطرفة وتجاوزوا عقوبات أقسى من هذه سيطوون ما يسمى (قيصر) و(القائمة السوداء) إلى غير رجعة.
