موسكو تشكك بالانسحاب الأميركي.. وتؤكد أن الوضع في إدلب مقلق.. بوتين: الحفاظ على «وقف الأعمال القتالية» يجب ألا يكون على حساب محاربة الإرهاب
أكد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن عملية مكافحة الإرهاب في سورية مستمرة حتى القضاء عليه بشكل نهائي لافتا إلى أن انسحاب القوات الامريكية من سورية سيكون خطوة ايجابية لتحقيق الاستقرار فيها إذا حدث ذلك بالفعل.
وقال بوتين خلال مؤتمر صحفي مع رئيس النظام التركي رجب طيب أردوغان في موسكو أمس تمت مناقشة أفق التسوية السياسية للازمة في سورية وموقفنا ثابت وراسخ في هذا الشأن وعلينا العمل وفق القرار الأممي رقم 2254 وعلي أساس احترام سيادة ووحدة الأراضي السورية.
وأوضح بوتين أنه جرى التطرق إلى اتفاق سوتشي حول إدلب مؤكداً أن عملية مكافحة الإرهاب مستمرة وأن الحفاظ على اتفاق وقف العمليات القتالية يجب ألا يكون على حساب محاربة الإرهاب.
وأعرب بوتين عن استغراب بلاده لمواقف الدول الغربية حيال تشكيل لجنة مناقشة الدستور في سورية وقال: نحن نتحلى بالصبر والخارجية الروسية ستجري مباحثات مع الشركاء الغربيين فيما يخص هذه اللجنة.
وأشار بوتين إلى أن قمة تجمع رؤساء الدول الضامنة لمسار أستانا روسيا وايران وتركيا ستعقد قريبا في روسيا.
وجدد بوتين التأكيد على أن وجود القوات الأمريكية في سورية غير شرعي لانه لم يتم بطلب من حكومتها لافتا إلى أن انسحابها سيكون خطوة ايجابية لتحقيق الاستقرار في سورية إذا حدث ذلك بالفعل.
في الأثناء أعربت وزارة الخارجية الروسية عن القلق الشديد إزاء الوضع المتدهور في منطقة خفض التصعيد في محافظة إدلب مؤكدة ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية.
وقالت المتحدثة باسم الوزارة ماريا زاخاروفا فى مؤتمر صحفى أمس: إن الوضع في إدلب يثير لدينا قلقاً بالغاً وإن الحال في هذه المنطقة الوحيدة لتخفيف التصعيد يتدهور بسرعة كبيرة، مشيرة إلى سيطرة تنظيم جبهة النصرة الإرهابي على المنطقة اثر انسحاب المجموعات الإرهابية الأخرى منها.
وأشارت زاخاروفا إلى الاعتداءات الإرهابية في تلك المنطقة حيث تم تسجيل أكثر من ألف حالة انتهاك ما أدى إلى مقتل وجرح عدد من الأشخاص، لافتة إلى أن هذه الاستفزازات المستمرة تشكل تهديدا للمدنيين والجنود السوريين والقاعدة الجوية الروسية فى حميميم.
من جهة ثانية اعتبرت زاخاروفا أن الولايات المتحدة لا تتخذ تدابير محددة لسحب قواتها من سورية وقالت: ما زلنا لا نشاهد بعد اتخاذ أي إجراءات محددة لتنفيذ هذا القرار، مشيرة إلى أن الأمر الرئيسي في الظروف الحالية هو عدم السماح بتفاقم وتصعيد التوتر في المنطقة الشمالية الشرقية من سورية.
وقالت زاخاروفا: من الواضح أن الوحدات الأمريكية التي تعمل بشكل غير قانوني في سورية وكذلك حلفاؤها فيما يسمى بائتلاف محاربة داعش لم تتمكن من أن تمنع تنقل الإرهابيين المحاصرين في شرق سورية ووصولهم إلى أجزاء أخرى من البلاد.
إلى ذلك أكدت زاخاروفا ضرورة وقف الاعتداءات الإسرائيلية على سورية وقالت: نحن لا نغير موقفنا من هذه المسألة وهو قائم على مبادئ القانون الدولي.. وممارسات توجيه الضربات العسكرية التعسفية على أراضي دول ذات سيادة يجب أن تتوقف.
بدوره أكد نائب وزير الخارجية الروسي سيرغي ريابكوف أن وجود القوات الأمريكية في سورية غير شرعي وجاء لعرقلة عملية محاربة التنظيمات الإرهابية.
وقال ريابكوف في مقابلة مع مجلة ميجدونارودنايا جيزن الروسية: هم متواجدون هناك بشكل غير قانوني وليس لديهم إذن من الحكومة السورية ولا يوجد قرار من مجلس الأمن بهذا الشأن، مضيفاً: لقد جاؤوا إلى هناك ليصعبوا حل مشكلة تحرير الأراضي السورية من التنظيمات الإرهابية.
وأشار ريابكوف إلى أن الولايات المتحدة تزعم أنها تحارب الإرهاب في سورية لكن هدفها الحقيقي خلق ظروف من شأنها عرقلة جهود الحكومة السورية في القضاء على الإرهابيين.
وكالات – الثورة
التاريخ: الخميس 24-1-2019
رقم العدد : 16893