إنها وردة الالتقاء, تشعُّ كالشّمسِ, أنوارها تروي قصة طفلتين, تُشبهان الشّمس وإشراقة المحبة, أودروب قمرها غير غائب الذكرى والتذكار..
كانت الجهة «كويرس البطولة» ودروب قمحها العنيد..
كانت كشهبِ الشهادة, تتساقط الشهب لتقول لنا» من هنا مرّوا..
وحلّقوا في سماء العظمة, وارتقوا شهداء, واليوم نسيرُ معاً..
باحثين معاً عن رفات آباء عظماء ينحني لهم مجد التجلّي..
هكذا بدأت الرواية المختصرة قولاً وفعلاً, «المختصرة بين طفلتين سورية وروسية.. إنها نجمة الالتقاء, هنا تكوّرَ وردها, فيافي عطرها الهائم..
يُقالُ: هل تنموالوردة بين بلدين؟
وتمشي الطفولة على دروب المجد المشترك.. «تمشي» وإذ بها تصادفُ «نجمة أو وردة الالتقاء» تصادفها سائرة بين طفلتين سورية «فرح ونتاشا» روسية, وتوحد بينهما بصوتٍ..
قمره غير غائب الذكرى والتذكار.. يبدووكأنه معزوفة تصدح من فم الطفلتين: «أين أبي؟
أحقاً الشهيد يسمع صوت شوقنا إليه؟.. أحقاً صوت الأبوة ينادي علينا؟.. كان الصوت, يشبه نجمة سائرة إلى ضريح آخر, يُقال بأنه يضم رُفات أعز الناس وأشرفهم..
تجمع كل منهما, في أفلاكٍ من الدهشة, في أفلاكٍ متباعدة اللغة والجغرافيا, ولكنها مُتقاربة والشوق إلى بقعة تضم رفاتهم, أورفات التاريخ المشترك» كما يليق به أن يُسمّى.. ويليق أن يُسمّى ورود الشيء المُقدس وعظمة المسير المشترك.. عظمة الجواب القمري الذي جاءت به الطفلتين, إذ قال الزمن بصمت كل منهما: «هذه الوردة السّورية الرُّوسيّة», تبدووكأنّها ذاكرة أخرى, تحمل لنا شيئاً من قدرية الحرب, من بدء كلامها الآفل نوره, كحزنٍ يُرتجى وترتجى أقداره, هكذا قيل, «هناك وردة سورية روسية» ربّما تغتسل بنهرٍ ما, رقراق الأماني, عُطّرت وروده بعطر الشهادة ربّما, هناك زُرعت شجيرات ذات شيء خاص.
تُعلّق عليها قناديل النصر وما أجملها.. «وردة النصر السّورية الرُّوسّية» كانت ضحكات تتوزع في كل الأرجاء, تشبه ذاك المسير الطفولي, حيث تعبّدَ دربه بضحكة طفلةٍ جاءت من بلاد الثلج, وكانت أشبه بثلج الأيام, إذ نادى دفءٍ ما, ورده يجفلُ من دمع الحروب, من وجعها الدائم.
هناك سارت الطفولة بصدق شوقها إلى أضرحة الشرف العظيم, وتساقط الدمع الطفولي ليروي روايات سُطّرت بين البلدين.. روايات تفتح زهرها في شوارع اليتم الحقيقي, والضجر من لغات ٍ, تسببّت بها الحرب, هذه اللغات تبدووكأنّها أشبه بجنازات تتوزع بين الضلوع أوخارجها.
تبدوكمعزوفةٍ تجري ريحها قائلةً: أيتها الريح هل تحملين لنا أنباء موعودة آتية من رياح الأحبة…
هنا سارت الطفولة في مسير يُشبه دروب الوجع المتقدة, يشبه الشموس عندما تركض وتبحث عن وهجٍ ما
وعن سرٍّ يشبه لغة كلّ الأسرار.. هناك ما فتئ أن نبت الأخضر, وشقائق النعمان أوالزمان, نبت حدّ التزام المصير, وتوحيد بعض الأنهر والروايات الطيبة الذِكر, الطيبة التبسم الطفولي رغم ويلات الحروب…
يُقال في تراب الطيبة ينبت كل شيءٍ, ويكون جميلاً, كوجه الطفلة التي قالت بعفوية تامة: ما أجمل بلادكم العظيمة التي تستحق سِفر من العظمة والشهادة..
تستحق هذه «الوردة السّورية الرُّوسيّة» أن نضعها الآن على أضرحة التاريخ المشترك ذي الوجه الجميل والعظيم…
منال محمد يوسف
التاريخ: الخميس 31-1-2019
الرقم: 16898