أوضاع مختلفة أثرت على امتحانات الشهادات الإعدادية والثانوية في السنوات الأخيرة، وربما لم يعد مقبولاً أن تسير العملية الامتحانية على نفس الوتيرة السابقة بما حملته من ثغرات وآليات شكلت ضغوطات كبيرة على طلاب هذه المراحل الدراسية وعلى ذويهم. ولعل تطوير المناهج كان دافعاً مهماً لطرح أوراق عمل جديدة بتكتيك مختلف حول دراسة آليات تطوير عمل الامتحانات وجاهزيتها.
خطوات اعتيادية
فقد أكد الأستاذ يونس فاتي مدير الامتحانات في وزارة التربية: حرصهم على متابعة جميع المراحل الامتحانية والإشراف عليها بشكل دقيق من خلال تحديد مهام كل شخص وتعميم التعليمات المتعلقة بالمراقبة والتصحيح وإصدار النتائج قبل شهر على الأقل من بدء الامتحان، مبينا آلية التنسيق بين مواعيد التصحيح التي تبدأ مباشرة مع تقديم أول مادة امتحانية، وضرورة الإجابة على الاعتراضات التي يقدمها الطلبة قبل بدء الدورة الامتحانية الثانية. وكيف تتحول مديريات التربية إلى غرف عمليات ومتابعة تستمر على مدار الساعة خلال أيام الامتحانات.
صعوبات ميدانية
تختلف النظرة العامة حول الصعوبات الميدانية للعملية الامتحانية بين الطلبة الذين ينظرون إليها من حيث صعوبة الأسئلة، أو تسرب بعضها لأشخاص معينين، أو المعاملة السيئة من قبل بعض المراقبين، أو تقديم المساعدة لطلاب داخل القاعة الامتحانية دون أن تقدم لغيرهم ووو إلخ. وبين نظرة الجهات المعنية والتي من أهمها بحسب مدير الامتحانات هي: تغيب عدد من المراقبين والمصححين عن الالتحاق بمراكزهم، وعدم التزام رؤساء المراكز الامتحانية بالتعليمات الناظمة، وخاصة المتعلقة بتنظيم تقارير الغش، وكذلك المخالفات الكثيرة المتعلقة بأجهزة الجوالات والسماعات التي تضبط بحوزة الطلبة، وعدم تأمين وسائط لنقل مندوبي الوزارة والتربية أو مشرفي الامتحانات بين المحافظات.
مقترحات إجرائية
لضبط العملية الامتحانية بالشكل الأمثل تحدث فاتي عن مقترحات إجرائية تمت مناقشتها أمام السيد وزير التربية والمعنيين في الوزارة، تضمنت العمل على تعديل صرف تعويض الامتحانات لتشجيع عملية المراقبة والتصحيح، والسعي لانجاز مشروع مرسوم لإعادة أجهزة الجوالات التي تم ضبطها أثناء الامتحانات، إلى الطلاب بعد مضي فترة من الزمن بدلا من حفظها في الوزارة، وتكليف مديرية التوجيه بالمتابعة المباشرة لعملية التصحيح للتأكد من تطبيق سلالم التصحيح، والإشراف المباشر من قبل معاوني الوزير ومديريي الإدارة المركزية في المحافظات على العملية الامتحانية، والعمل على تطوير اختبارات اللغات، والتمكن من طباعة لصاقة باسم الطالب يوجد عليها رقمه والباركود الخاص لكل مادة امتحانية لمنع أي خطأ أو تلاعب.
خط بياني طلابي
تعتبر حركة الطلاب وأعدادهم مؤشرا قويا على واقع العملية الامتحانية ويرى رئيس مركز الحاسب لإعداد النتائج المهندس نجيب سلق ضمن قراءته لبيانات تطور أعداد الطلاب بين عامي 2008 و2018 بأنه لم يكن هناك استقرار بأعداد الطلاب ونتائجهم خلال فترة الحرب حيث انخفضت الأعداد بين عامي 2013 و2014 بشكل كبير بعد أن كانت امتحانات الشهادات الإعدادية والثانوية تسير بارتفاعها الطبيعي بين عامي 2008 و2013 . مشيرا إلى أن نسبة النجاح بين طلاب الفرع العلمي كانت متقاربة بين المسجلين والناجحين حتى عام 2017 لكنها انخفضت في عام 2018 في حين ارتفع عدد طلاب الثانوي في الفرع الأدبي في عام 2013 بشكل كبير جدا ومن أعمار كبيرة، ثم عادت وانخفضت النسبة في عام 2015 انخفاضا ملحوظا إلى النصف تقريبا بسبب تطبيق المرسوم رقم 350 الذي صدر عام 2014 وعالج موضوع قبول الطلاب في الدراسة الحرة. والذي ترتب عليه زيادة أعداد طلاب الفرع العلمي على الأدبي. وزيادة في أعداد الطلاب في الثانويات الشرعية لكونها لا تحتاج إلى دورة ترشيح.
وأوضح رئيس مركز الحاسوب أهمية البرامج التي تعمل عليها مديرية الامتحانات سواء كانت البرامج المتممة أو الوثائق المدرسية وبرنامج طلبات الاكتتاب وتعادل الشهادات وتوزيع الطلاب، وبرنامج إدخال العلامات والغياب وغيرها من البرامج في تقديم معلومات إحصائية تكون بمثابة تقارير توضيحية تساعد في اتخاذ القرار
أسئلة تخفف الضغط النفسي
لكون الامتحانات محطة هامة في برنامج عمل الوزارة، وفي قياس مهارات الطالب وجودة المعرفة أكد وزير التربية عماد العزب خلال أعمال ورشة العمل الخاصة حول آلية عمل وتنفيذ الامتحانات العامة: ضرورة البحث عن طريقة مثلى لتجنب الثغرات في العملية الامتحانية، ومعرفة أماكن وجود الخلل لتلافيه، والانتهاء من مشكلة وجود أخطاء في الأسئلة أو في سلالم التصحيح، مشددا على معالجة توزع كل من الطلاب الأحرار، وطلاب المدارس الخاصة، والمراقبين توزعاً الكترونياً على المراكز الامتحانية في المحافظات، ومعاقبة المخالفين للتعليمات الامتحانية. وضبط سرية الأسئلة الامتحانية من خلال تعيين مشرف من قبل الوزارة على صناديق وبنوك الأسئلة، ووضع خطط كاملة بديلة للحالات الطارئة والبحث عن طريقة متطورة لصياغة أسئلة تخفف الضغط النفسي عن الطلاب وتكشف عن مستواهم. تكون بالتنسيق بين مديرية الامتحانات والتوجيه ومركز تطوير المناهج.
نحو الأتمتة
يبدو أن تطوير الاختبارات وفقا للمناهج المطورة فتح الباب لإدخال أساليب جديدة في آليات الامتحان في معرفة توزيع نسب النجاح من خلال وضع الأسئلة وتطوير وسيلة قياس أداء المتعلم ومهاراته وبنوك الاختبارات وإيجاد خريطة جغرافية تغطي المناطق التعليمية ومراكز الامتحانات والتصحيح وتجعلها تحت المراقبة، وقد أجمع جميع المعنيين في الوزارة للعمل نحو الأتمتة في أغلب المواد، حيث وجه وزير التربية للبدء بأتمتة مادة المعلوماتية كتجربة أولى يتعلم الطالب من خلالها طريقة الامتحان المؤتمت وتكون خطوة لقياس الإيجابيات والسلبيات، والانطلاق نحو أتمتة ما يمكن من المواد القابلة لذلك خلال السنوات المقبلة.
ميساء الجردي
التاريخ: الأحد 3-2-2019
الرقم: 16900