الثورة – سنان سوادي:
تحت عنوان “الاقتصاد السوري في ظل التحولات الرقمية”، أقامت كلية الاقتصاد في جامعة اللاذقية ورشة عمل لطلاب الدراسات العليا، وذلك للتعريف بأهمية الاقتصاد الرقمي وتعزيز الكفاءة الإنتاجية بما يضمن الوصول إلى الأسواق العالمية وخلق فرص عمل وتحقيق نمو اقتصادي وتحسين الوصول للمعلومات.
في افتتاح الورشة أشار نائب رئيس الجامعة الدكتور محمد ناصر، إلى أن العالم يشهد اليوم تحولات رقمية متسارعة، ولم يعد مجرد تطور تقني بل نقلة نوعية في أنماط التفكير والإنتاج والرقمنة الجمركية، ونحن كجامعة وطنية نعمل على أن نكون جزءاً من هذا التحول لا متلقين له فحسب بل مساهمين في فهمه وتوجيهه لخدمة الاقتصاد السوري.
وأضاف: هذه الورشة تجمع خيرة الباحثين الشباب وتمثل فرصة حقيقية لتعزيز التفكير النقدي والتحليل العلمي، واقتراح الحلول الواقعية للتحديات التي يفرضها العصر الرقمي على ضوء خصوصيات الاقتصاد الوطني ومرحلة التعافي التي نمر بها، ونعول على جهد الطلبة وما ينتجونه من بحوث ورؤى التي تشكل نواة التغيير والتحليل العميق لواقع اقتصادي معقد يتطلب أدوات علمية دقيقة وفهماً عميقاً للبعد الرقمي ليس فقط كتقنيات بل كنهج جديد في صياغة السياسات الاقتصادية.
بدوره أكد عميد كلية الاقتصاد الدكتور عبد الهادي الرفاعي أن التحول الرقمي لم يعد مجرد أداة ترفيهية، بل أصبح ركيزة أساسية لإعادة هيكلة الاقتصاد، وخلق فرص جديدة، والجسر الذي يربط بين البحث العلمي الأكاديمي وسوق العمل، ويحول الأفكار إلى مشروعات ريادية، ويجعل البيانات مورد ثميناً لاتخاذ القرارات الصحيحة وهو الذي يفتح للاقتصاد السوري آفاقاً جديدة في مجال التجارة الإلكترونية، والتمويل الرقمي، ما يساهم في تجاوز الكثير من التحديات التقليدية.
وبين أن الاقتصاد السوري بكل تحدياته وفرصه بأمس الحاجة إلى بحوث علمية أصيلة ورصينة وإلى عقول مبدعة من خريجي الدراسات العليا الذين يمثلون حجر الزاوية في بناء اقتصاد المعرفة، فهم وقود التنمية المستدامة وبناة المستقبل بقدرتهم على التحليل النقدي والابتكار وإنتاج المعرفة التي تدفع عجلة التطور.
وأوضح د. الرفاعي أن هذه الورشة هي منصة للحوار وتبادل الأفكار نستشرف فيها كيفية توظيف البحث العلمي والرقمنة لخدمات الاقتصاد، ونبحث في السبل الكفيلة بتمكين الباحثين ورواد أعمالنا ليكونوا فاعلين في هذا المشهد الجديد.
من جهتها قالت رئيس قسم التخطيط والاقتصاد الدكتورة رولا إسماعيل لـ”الثورة”: أصبح التحول الرقمي جزءاً لا يتجزأ من الاقتصاد العالمي ويمتد إلى مختلف القطاعات من صناعة وزراعة وتعليم وخدمات، والجامعات اليوم مطالبة بالتواصل مع المجتمع، وتزويد صانعي القرار بالمعرفة العلمية الدقيقة التي تساعد في صياغة الخطط الاقتصادية الملائمة.