معترك مستمر وحروب باردة وقودها التصريحات ونارها عقد المؤتمرات المناهضة حالٌ ينطبق على الإدارة الأميركية وتصعيدها ضد إيران.
بوادر هذا النزال الأزلي تمخض عن جولة شرق أوسطية لوزير الخارجية الأميركي مايك بومبيو الشهر الماضي حملت عنواناً رئيسياً هو تدشين مرحلة جديدة من المواجهة بين واشنطن وطهران عبر بناء تحالفات إقليمية وتنظيم مؤتمرات دولية.
مؤتمر وارسو المزمع انعقاده في الثالث عشر والربع عشر من شباط الذي دعا إلى تنظيمه بومبيو ليمثل العنوان الأبرز في التصعيد الأميركي الحالي ضد إيران، إذ يأتي بعد ثلاثة أشهر من دخول المرحلة الثانية من العقوبات الأميركية الشاملة التي زعمت واشنطن أنها ستكون الأقسى في التاريخ.
التحالف الإقليمي الذي يسعى البيت الأبيض لتشكيله في مواجهة طهران هو موجود في الأصل وتم إنشاؤه من قبل، ولا جديد في هذا الصدد، إذ تم تمرير هذا المشروع تحت لافتة (إيران فوبيا) كما يدعون، بينما الهدف الأساسي منه هو التطبيع بين بعض الدول المستعربة وإسرائيل.
إن مؤتمر وراسو يريد من خلاله الراعي الأميركي أن يوجهه نحو استكمال مراحل صفقة القرن قبل أن يتم إزاحة الستار عنه. وبحسب المؤشرات فإن مؤتمر وارسو فاشل قبل أن يبدأ بعد تردد قوى أوروبية وعلى رأسها روسيا ورئيسة السياسة الخارجية للاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني بالمشاركة فيه، فضلاً عن ترطيب الأجواء المشحونة التي عملت عليها بولندا مع إيران خلال الفترة الأخيرة.
استبق وزير الخارجية الإيراني جواد ظريف عقد القمة الدولية في العاصمة البولونية وارسو، يستبقها ليصفها بالسرك الاستعراضي الهزلي.
إن هذه المؤتمرات والتهديدات ليست جديدة إنما تأتي في سياق التهويل الإعلامي، فالأميركي والإسرائيلي يعلمان اليوم أن أي اعتداء على إيران سيكلفهما ثمناً باهظاً، فإيران تعي اليوم بأن هذه التهديدات مجرد فقاعات إعلامية من أجل التهويل والتهديد وخصوصاً بعدما فشلت واشنطن في كافة مشاريعها في المنطقة، واليوم نرى محور المقاومة ينتقل من انتصار إلى آخر عبر المنطقة بأجمعها.
يقول المثل: (إذا كان رب البيت للدف ضارباً، فشيمة أهل البيت كلهم الرقص)، ولابد أن البيت البيضاوي وصاحبه الأمي في علم السياسة والعراف في علم الأرقام والحسابات يرقص هو وصقوره فوق فوضى مواقفهم الفاشلة وخساراتهم الفادحة، فترامب بدأ يخسر ثقة حلفائه في المنطقة وخاصة بعد سحب قواته من سورية بالإضافة إلى أن ترامب يعاني من ضغوطات من كبار مسؤولي إدارته ومن الكونغرس والمؤسسة العسكرية، فإذا كان أول رقص ترامب حنجلة فما نهايته؟
زينب العيسى
التاريخ: الأحد 3-2-2019
الرقم: 16900