طالما دلت الحركة الثقافية في مكان ما إلى الأمان ورقي الشعوب وتحضرها نقف اليوم مع رئيس فرع نقابة الفنانين بحمص «أمين روميه» لنتناول معه العديد من القضايا التي تهم الفنانين بحمص، ورؤية مستقبلية للحلول:
– تعاني الفرق المسرحية في مدينة حمص من عدم توفر أماكن للتدريب إلا صباحاً حيث تتعارض مع زخم الحياة وعملهم, ما هو الحل؟ وأين دور النقابة؟
— ربما يعتقد البعض أن الحل لهذه المشكلة منوط بنقابة الفنانين,لكن الموضوع يتعلق بمديرية الثقافة تحديدا كونها الجهة المسؤولة عن إدارة مسرح دار الثقافة والقاعات الملحقة به،ولقد كانت معاناة الفرق المسرحية والموسيقية أكثر وضوحاً خلال فترة التحضير للمهرجانين الموسيقي والمسرحي،حيث كان من الصعب تأمين الفرصة للفرق المشاركة بالتدريب على خشبة المسرح كونها مشغولة بالكثير من النشاطات التي ليس لها علاقة بالمسرح أو الموسيقا، واليوم نحن متفائلون بوجود السيد حسان اللباد مدير الثقافة الجديد الذي بدأ بخطوات إيجابية نحو إنهاء هذه المشكلات التي تقف عائقا أمام تطور النشاط الثقافي بمدينة حمص.
– هل ينجح العمل المسرحي دون اعتلاء الممثلين خشبة المسرح لعدة مرات قبل العرض؟ إنها قصة وجع المسرحيين بحمص.
— إن عدم إجراء التدريبات على الخشبة بالنسبة للمسرحيين يمكن له أن يوقع المخرج والممثلين في إرباك قد يؤدي إلى فشل العمل المسرحي، إذ إنه لا بد لهم من معرفة جغرافية المسرح وإقامة جسور تواصلية مع مكونات الخشبة من ديكور وإضاءة وصوت وكيفية دخول وخروج الممثلين إضافة إلى تمكين المخرج من رسم حركة الممثلين قبل موعد العرض بما يتواءم وفكرة العرض المسرحي بغية إيصالها بشكل واضح وجلي, لذلك كنا نرى الكثير من الفرق المسرحية لم تستطع تحقيق النجاح الذي تستحق بسبب عدم التدرب على الخشبة التي قدمت عليها عروضها.
– يعاني الموسيقيون والدراميون في حمص من ندرة فرص العمل، هل لفرع نقابة الفنانين دور في تأمين فرص عمل لهم ؟
— إن فرع نقابتنا يعنى بشأن النقابيين فقط لجهة تأمين فرص العمل، فالموسيقيون يتم تشغيل الراغبين منهم بالعمل في المنشآت السياحية التي تقدم برامج فنية، وبالتالي حجم المعاناة لديهم أقل من الدراميين الذين يدفعون ضريبة إقامتهم بعيدا عن العاصمة دمشق التي يتواجد فيها المخرجون وشركات الإنتاج التي تنتج الأعمال التلفزيونية فالفنان الحمصي ليس معروفا بالنسبة لهم إلا المقيم في دمشق،وحاليا يعكف مجلس نقابة الفنانين على إعداد سجل يعرف بالفنانين النقابيين في فروع النقابة جميعها من خلال نشرها على الموقع الرسمي لنقابة الفنانين، ونحن في فرع حمص لنقابة الفنانين نقوم بتكليف الزملاء الدراميين بإنجاز بعض العروض المسرحية وتقديم مكافآت لا بأس بها من باب التشجيع على الاستمرار بالعمل.
– ماهي أبرز نشاطاتكم خلال سنوات الحرب ؟
— لقد انحسر النشاط الثقافي والفني لفرعنا خلال سنوات الحرب بشكل واضح واقتصر على الاحتفال باليوم العالمي للمسرح لغاية 2014 وفي عام 2015 وبعد تحرير حمص القديمة من أيدي الإرهابيين أخذ فرع نقابتنا على عاتقه إعادة إحياء النشاط الثقافي في مدينة حمص وكنا سباقين في تقديم أول عر ض مسرحي على مسرح دار الثقافة وفي الشهر العاشر من العام ذاته أقمنا مهرجان حمص المسرحي الحادي والعشرين لمدة ستة أيام وقد سجل المهرجان أعلى نسبة حضور في تاريخ المهرجان بعد توقف دام سبع سنوات وكان المهرجان بمثابة رسالة إلى العالم أجمع بأن مدينة حمص أصبحت مدينة آمنة وما زالت تنبض بالحياة، وفي عام 2016 تم التأكيد على عودة مهرجان حمص المسرحي من خلال تقديم النسخة الثانية والعشرين من المهرجان بمشاركة ست فرق مسرحية بعضها من خارج المحافظة كما تم الاحتفال باليوم العالمي للمسرح، وخلال هذه المرحلة كنا نقوم بالتحضير لإعادة إحياء مهرجان الثقافة الموسيقية في دورته الثامنة عشرة والذي توقف مدة ست سنوات وتمت إقامة المهرجان خلال الشهر العاشر من عام 2017 بمشاركة ثماني فرق موسيقية جميعها من مدينة حمص ومعظمها فرق وليدة تشكلت خلال فترة الحرب.
أما عام 2018 فقد كان عاما مسرحيا بامتياز بدأه فرعنا بالاحتفال باليوم العالمي للمسرح بتقديم خمسة عروض مسرحية فكان الاحتفال مهرجانا مسرحيا قدمت خلاله عروض من إبداع جيل من الشباب الطامح والمحب لفن المسرح الذين ضمنوا العروض أفكارهم وهواجسهم، كما شهد العام 2018 انطلاق المشروع الوطني «الإيقونة السورية» وهو مشروع وطني نفذته نقابة الفنانين بكامل فروعها في جميع المحافظات وكانت مشاركة فرعنا بنص من تأليف الكاتب محمد بري العواني ومن إخراجه, إضافة إلى إقامة ورشة عمل لمجموعة من الطلبة الموهوبين في مجال الرسم والنحت وإعادة التدوير بإشراف النحات إياد البلال, انتهت بإقامة معرض للأعمال الفنية.
سلوى الديب
التاريخ: الخميس 14-3-2019
رقم العدد : 16931
التالي