الجولان عربي سوري ..وقرارات ترامب لا تحيي خرائط الذل الممزقة..واشنطن تصطاد في عكر الواقع العربي … وصنارة نتنياهو لن تدرك طبريا

الجولان عربي سوري… غرد ترامب على تويتر أم نعق الكونغرس الأميركي فوق سياج الشرعية الدولية… إذ كيف لواشنطن أن تمحو بالتصريحات مساحات من نضال الشعب العربي السوري في استرجاع أرضه المحتلة حفرها على وجه الزمن …فإن خانت الذاكرة ترامب في استرجاع صور انتفاضة أهلنا في الجولان على قرار الضم في ثمانينات القرن الماضي، وتناسى نتنياهو نهارات تشرين التحريرية في القنيطرة وعويل الطائرات الإسرائيلية في سماء المعركة …فالحاضر يحاصرهم بما هو أعظم، يوم ردت دمشق إرهابهم على أعقابهم وأخرجت خناجر السمّ المتطرف من خواصرها، ولمع وسام المقاومة على صدر الجندي العربي السوري …فبأي ألاء القيادتين السياسية والعسكرية بعد يكذبان كلّ من ترامب ونتنياهو …
إن كان اعتراف ترامب بملكية نتنياهو للجولان المحتل يفتح صندوق الإسرائيلي الانتخابي فهو بالمقابل يفتح الكثير من الثغرات في جدار الشرعية الدولية، ويزيد طين القرارات الأممية بلة أميركية تغوص في منظمة الأمم المتحدة إلى قاع الحضيض الدولي ..وتمحو فعاليتها من الوجود في هذا العالم الذي يغير ترامب سياسته ويعيده ليس فقط إلى ماقبل الحرب العالمية الأولى بل إلى ماقبل (حمورابي) وعصور البدائية والهمجية …
فتغريدة ترامب تصفع مبادىء الميثاق الأممي الذي يقوم على عدم جواز الاستيلاء على أراضي الغير بالقوة، وتفكك أبرز المبادىء التي قامت عليها الأمم المتحدة بعد الحرب العالمية الأولى بعدم جواز وتغيير الحدود بين الدول ..فكيف يجيز ترامب لنفسه هذا العمل بأن يعترف بما هوليس ملك له ويرمم به تلك الحفر التي تركها تجاوز سورية لأزمتها على الوجه السياسي لنتنياهو وفي طريق انتخاباته القادمة …
ترامب إذ ينقذ رئيس الكيان الصهيوني في انتخاباته ينقلب على كلّ الطرق الدبلوماسية لواشنطن في مسارات المباحثات، وكما يحاول قطع طريق السلام إلى فلسطين بنقله السفارة الأميركية من تل أبيب إلى القدس فهو يخرج واشنطن من دورها في الوساطة للسلام ويضعها محط اتهام التحيز لإسرائيل بشكل سافر، وكذلك هو الحال في الجولان المحتل حيث ينسف اعتراف دونالد ترامب حول الجولان كلّ جولات مؤتمر مدريد الذي افتتح المفاوضات بين كيان الاحتلال وسورية حول الجولان، حيث كانت واشنطن هي الراعية له بتعاقب الإدارات الأميركية من عام 1991 حتى عام 2010 وإن ضمرت خلال هذه الجولات في نيتها التحيز لإسرائيل إلا أنها لم تكن سافرة في تهورها كما يبدو اليوم الرئيس الأميركي دونالد ترامب، وهذا يدل على تدهور الحالة السياسية للبيت الأبيض بتشخيص القوانين والأعراف الدولية والسلوك الفاضح الذي تبديه واشنطن …
فالتاجر ترامب يغلق اليوم أبواب عودة واشنطن لطاولات رعاية السلام وإن كان بذلك يظهر الولايات المتحدة على حقيقة سياستها
فالرئيس الأميركي يتعمد تحويل كلّ الملفات السياسية في المنطقة إلى ملف أمني يسميه (ضمان أمن إسرائيل) مايؤكد حقيقة واحدة هي أن صفقة القرن تبحث عن بوابات أخرى يوم استعصت في سورية، فكان النبش في الأوراق السياسية وتمزيقها طرق أخرى لتمرير هذه الصفقة، وقد يذكرنا سلوك ترامب بمافعله الإرهاب الذي يحاول محو التاريخ والهوية بتحطيم الآثار وتهريبها …
وإذا كانت لنا كسوريين نظرة ثابتة تجاه واشنطن بأنها تتعامل بازدواجية المعايير وتحوير الملفات لصالح إسرائيل، فهذا بات اليوم ينسحب على النظرة الدولية للولايات المتحدة خاصة أن حديث بومبيو عن قضية القرم لم يكن بعيداً في المقارنات عما ترتبه إدارته للجولان المحتل، وهنا خرجت ماريا زاخاروفا الناطقة باسم وزارة الخارجية الروسية لتدين تصريحات بومبيو وتسخر من نظرته الازدواجية للمعايير …
لاتنظر واشنطن إلا بعيون إسرائيل وهي كدولة تسمى عظمى تعمل على تخريب القواعد الدولية والنظام العالمي قبل أن تنهار أحاديتها القطبية، وقد تكون النظرة أشمل إذا راقبنا التوقيت الذي همّ به ترامب للاعتراف بالجولان المحتل لصالح الكيان …
فما بعد الباغوز وادعاءات قسد والتحالف بالانتصار الخلبي على داعش يترقب الأكراد الانفصاليون عظام الأمل في حصولهم على اعتراف يشابه ماجرى في الجولان، وقد يقفز أردوغان أيضاً للمسرح وهو إذ يكثر من هذيان التصريحات المدينة لاعتراف واشنطن في الجولان يلمح إلى مايشابه ذلك الاعتراف في لواء اسكندرون السليب وبعض الأجزاء من الشمال …
واليوم يطرح السؤال الأكثر واقعية…هل دفع السوريون على امتداد نضالهم كلّ هذا الدم والفداء بأرواحهم لأرضهم منذ احتلال فلسطين ونكبة 1967 إلى خناجر الإرهاب ورايات أبو بكر البغدادي المسبق الصنع في غرف الاستخبارات الغربية المشتركة…حتى تمرر إسرائيل أهدافها .؟!
الجواب تجدونه في بندقية الجيش العربي السوري وحنجرة كلّ سوري يصدح بأن الوطن هو الأغلى، والجولان ولوء اسكندرون أجزاء من جسد سوري لاتسترد إلا بالقوة، ولن يكون السلام يوماً إلا مقابل الأرض …فلا بيانات العرب تعنينا ولا ترهات الإدانات الفارغة دون نهوض الملايين تضاف إلى سجل نضالنا …. نحن دعاة السلام … سلام الأقوياء فقط …

 

عزة شتيوي
التاريخ: الثلاثاء 26-3-2019
الرقم: 16940

 

آخر الأخبار
التحول نحو الاقتصاد الحر.. خطوات حاسمة لدعم المصرف المركزي السوري فزعة الأشقاء.. الأردن يهبّ لمساندة سوريا في إخماد حرائق الساحل أول شحنة منتجات من المدينة الصناعية بحسياء إلى الولايات المتحدة الأميركية رئيس الجمهورية يتابع ميدانياً جهود الاستجابة لحرائق ريف اللاذقية  تشكيل مجموعة العمل المشتركة حول التقنيات المالية بين مصرف سوريا المركزي ووزارة الاتصالات 138 خريجاً من مدرسة التمريض والقبالة في حلب يؤدّون القسم تحفيز إبداع فناني حمص مبادرة وطنية لحفظ وتثمين التراث السوري الهيئة الوطنية للمفقودين تطلق المرحلة الأولى من عملها هوية دمشق القديمة.. حجر اللبون بين سوء تنفيذ.. وترميم غير مدروس بحث تطوير مطار حلب وخطوات جديدة نحو الإقلاع الاقتصادي حركة نشطة عبر معبر السلامة.. أكثر من 60 ألف مسافر في حزيران وعودة متزايدة للسوريين بين المصالح والضغوط.. هل تحافظ الصين على حيادها في الحرب الروسية-الأوكرانية؟. صحة حمص تطور خبرات أطباء الفم والأسنان المقيمين تخفيض أجور نقل الركاب على باصات النقل الحكومي بالقنيطرة أطباء "سامز" يقدمون خدماتهم في مستشفى درعا الوطني استجابة لشكاوى المواطنين.. تعرفة جديدة لنقل الركاب في درعا كيف تخلق حضورك الحقيقي وفعلك الأعمق..؟ حرائق الغابات تلتهم آلاف الهكتارات.. وفرق الإطفاء تخوض معركة شرسة للسيطرة على النيران سوريا وقطر تبحثان توسيع مجالات التعاون المشترك